”تعز تنتفض من جديد! خيمة تلو الأخرى... لماذا يرفض الناس مغادرة شارع جمال؟

في تصعيد جديد للاحتجاجات المطالبة بالعدالة، يجري حالياً نصب الخيمة الثانية أمام مبنى محافظة تعز في شارع جمال، ضمن وقفة احتجاجية مفتوحة تطالب بتسليم الجناة المتورطين في اغتيال مدير صندوق النظافة في المحافظة، الأستاذ أفتهان المشهري، الذي وُجد مقتولاً في ظروف غامضة أثارت غضباً شعبياً واسعاً.
ويأتي نصب الخيمة الثانية تأكيداً على تصميم المحتجين على مواصلة الضغط حتى تحقيق مطالبهم، والتي تتمحور حول كشف الحقيقة كاملة، وتقديم القتلة للعدالة، ومحاسبة أي جهة قد تكون متورطة في التغطية أو التباطؤ في التحقيق. وشهدت الأيام الماضية تدفقاً متزايداً للناشطين والمواطنين إلى موقع الاعتصام، الذين عبروا عن تضامنهم مع أسرة الضحية ورفضهم لأي إفلات من العقاب.
ودعت الجهات المنظمة للاعتصام — والتي تضم ناشطين حقوقيين، وقيادات مجتمعية، وأسرة الضحية — جميع المواطنين والمتضامنين إلى المشاركة الفاعلة في الاعتصام، مشيرةً إلى أن "أي شخص يمتلك خيمة ويرغب في دعم الحراك الاحتجاجي، فليحضر بها وينصبها في شارع جمال، كتعبير ملموس عن التمسك بالحق والعدالة".
وأكدت المصادر المنظمة أن "الاعتصام لن يتوقف حتى يتم تسليم الجناة وفتح تحقيق شفاف ونزيه تحت إشراف جهات قضائية مستقلة"، مشددة على أن "دم أفتهان المشهري لن يُهدر، وأن الشارع لن يهدأ حتى يُنصف".
يُذكر أن أفتهان المشهري، الذي عُرف بجهوده في تحسين خدمات النظافة في مدينة تعز رغم الظروف الصعبة، كان قد اختُطف قبل أيام من العثور على جثته، ما أثار تساؤلات واسعة حول دوافع الجريمة، خاصة في ظل غياب أي تقدم ملموس في التحقيقات الرسمية حتى اللحظة.
ويشهد شارع جمال، أحد أهم شوارع تعز، تواجداً أمنياً مكثفاً، لكنه لم يمنع توافد المحتجين، الذين يرفعون لافتات كُتب عليها: "نريد العدالة لأفتهان"، و"دمك لن يُنسى"، و"لا عدالة ولا أمان حتى يُحاسب القتلة".
ويُنظر إلى هذا الاعتصام كأحد أبرز الحراكات الشعبية في تعز خلال الأشهر الأخيرة، حيث يجمع بين مطلب عدالة فردية ومطلب عام يتمثل في محاربة الإفلات من العقاب وتعزيز سيادة القانون في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والخدمية في المدينة.
وتترقب الأوساط الحقوقية والشعبية أي تطورات رسمية بشأن التحقيق، بينما يؤكد المعتصمون أنهم "مستمرون في السلمية، لكنهم لن يتنازلوا عن حقهم في العدالة، مهما طال الزمن".