• الرئيسية
• المشهد الرياضي

في واحدة من أجمل مباريات الجولة الثالثة من دوري روشن السعودي للمحترفين، حسم التعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق، المواجهة النارية التي جمعت بين الناديين العريقين، الأهلي والهلال، مساء اليوم على ملعب "الجوهرة المشعة" بجدة، في لقاء اتسم بالإثارة والندية والانقلابات الدراماتيكية حتى الدقيقة الأخيرة.

شوط أول هيمن فيه الهلال.. وثلاثية مبهرة

دخل الهلال المباراة بثقة عالية، ونجح في فرض إيقاعه الهجومي منذ الدقائق الأولى، ليُفتتح التسجيل عبر الفرنسي ثيو هيرنانديز، ظهيره الأيسر، الذي استغل ثغرة دفاعية وسدّد كرة قوية في الدقيقة 12، معلنًا بداية عاصفة هلالية.

وزاد البرازيلي مالكوم من معاناة دفاع الأهلي بتسجيله هدفين متتاليين؛ الأول في الدقيقة 24 بعد مراوغة فردية مميزة أنهى بها بتسديدة زاحفة، والثاني في الدقيقة 41 من ركلة حرة مباشرة سكنت شباك الحارس ببراعة، ليُنهي الهلال الشوط الأول متقدمًا بثلاثية نظيفة، ويُخيّل للجميع أن المباراة قد حُسمت مبكرًا.

شوط ثانٍ من رحم المعجزات.. الأهلي يعود من الموت!

لكن الأهلي، الذي لعب أمام جماهيره الغفيرة التي لم تيأس، أعاد كتابة السيناريو في شوطٍ ثانٍ مجنون، حيث تحول الفريق من فريقٍ مهزوم إلى قوة هجومية جارفة.

بدأ التغيير مع دخول المهاجم الإنجليزي إيفان توني، الذي أثبت جدارته بقيادة الهجوم، فسجل هدف تقليص الفارق في الدقيقة 78 بعد تمريرة حاسمة من خط الوسط، ثم عاد في الدقيقة 87 ليسجل هدفه الثاني والتعادل الثاني للأهلي، بعد استغلاله لخطأ دفاعي وتسديدة متقنة.

لكن القصة لم تنتهِ... ففي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، نجح المدافع التركي ميريح ديميرال في استقبال كرة عرضية متقنة، ووضعها برأسه في شباك الهلال، مُحدثًا صدمة في الملعب ومبتهجًا جماهير الأهلي التي اجتاحت المدرجات فرحًا، ليُعلن الحكم نهاية المباراة بالتعادل 3-3 في مشهدٍ لن يُنسى.

تعادل يُعيد ترتيب الأوراق

بهذا التعادل، رفع كلا الفريقين رصيدهما إلى 5 نقاط في جدول ترتيب الدوري، ليحتل الهلال المركز السابع، والأهلي الثامن، في بداية متعثرة نسبيًا للعمالقة، لكنها حملت مؤشرات إيجابية على قدرة الفريقين على العودة القوية.

ردود فعل وتعليقات

قال المدرب البرتغالي للأهلي في المؤتمر الصحفي بعد المباراة:

"كانت مباراة صعبة، وتقدمنا بروح الفريق والجمهور. الخسارة كانت قريبة، لكن الإيمان والإرادة غيرت كل شيء. هذا التعادل يساوي انتصارًا."

من جانبه، عبّر مدرب الهلال عن أسفه:

"قدمنا شوطًا أولًا مثاليًا، لكننا تهاونّا في الشوط الثاني. التعادل مؤلم، لكنه درس قاسٍ سنستفيد منه."

ماذا بعد؟

يُنتظر أن يخوض الأهلي مباراته القادمة خارج الديار أمام فريق متوسط الترتيب، بينما يسعى الهلال لتصحيح المسار في مواجهة قوية على أرضه، في محاولة لاستعادة نغمة الانتصارات ومواصلة السباق نحو القمة.

وبهذا، تُضاف مباراة الأهلي والهلال إلى سجل المباريات التاريخية في الدوري السعودي، التي ستُروى حكاياتها لسنوات قادمة، كنموذج للإثارة، والتحدي، والإصرار الذي لا يُقهَر.