المشهد اليمني

أمير قطر يفاجئ الجميع ويؤدب ”ترامب” بطريقته الخاصة

الجمعة 19 سبتمبر 2025 10:13 مـ 27 ربيع أول 1447 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

وجه أمير قطر صفعة مدوية لإدارة ترامب وطاقمه في البيت الأبيض، وبطريقة ذكية، أجبرت كل القيادات الأمريكية على التزام الصمت وعدم الرد، فكانت تلك الصفعة التي هزت هيبة أمريكا رسالة قطرية واضحة بأن القيادة والشعب القطري يدركون الطعنة الغادرة التي تعرضت لها قطر.

نعم أبناء قطر صغيرهم قبل كبيرهم يعون جيدا إن الهجوم الإسرائيلي السافر على دوحة الخير ما كان ليحدث أبدا لولا المشاركة الأمريكية الفاعلة، وصحيح أيضا أن قطر على المستوى الرسمي لم توجه اي إدانة لأمريكا، رغم يقينها التام بغدرها، لكنها تمكنت بذكاء وبطريقة احترافيه ومهذبة أن توصل رسالتها للعالم ولأمريكا اللعينة بأنها تدرك تماما حقيقة خذلان أمريكا للقيادة والشعب القطري، رغم أن أمريكا تدعي زورا وبهتانا إن قطر هي أفضل حليف لها في الشرق الأوسط.

لقد بلغت الوقاحة والصفاقة بإدارة ترامب أن ترسل وزير خارجيتها إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد فترة وجيزة من سماحها لإسرائيل بضربها ومهاجمتها بالطائرات والصواريخ، حيث ذهب ضحية هذا الهجوم القذر ضحايا أبرياء من ابناء الشعب القطري، لكن القيادة القطرية عرفت كيف توجه إهانة بالغة للإدارة الأمريكية المتغطرسة، واهانت المسؤول الأمريكي الأول عن سياستها الخارجية، ومسحت بكرامته الأرض ومرغت أنفه في تراب مطار الدوحة.

صحيح أن أمير قطر الشيخ "تميم" استقبل وزير الخارجية الأمريكي، لكن استقبال الوزير وزوجته في المطار كانت إهانة واضحة وضربة موجعة، فعندما وصل الوزير برفقه زوجته "جانيت دوسديبيس" إلى مطار الدوحة، أعتقد هذا الأحمق ان الوزراء وكبار المسؤولين القطريين سيهرعون ويتسابقون ويصطفون على أرض المطار لاستقباله والترحيب به، لكن خاب أمله وابتلع الإهانة بصمت، فلم يجد أي وزير قطري بانتظاره، وكان الاستقبال باهتا ومهينا، واكتفت الحكومة القطرية بارسال مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية القطرية، إبراهيم فخرو، لاستقبال روبيو وزوجته.

لقد بات في حكم المؤكد أن الطعنة الأمريكية الغادرة أوصلت رسالة مفزعة ليس فقط لدولة قطر، ولا لكافة دول مجلس التعاون الخليجي، ولا للعالم العربي والإسلامي، بل كانت رسالة مزعجة ومخيفة لكل حلفاء أمريكا بأن هذه الدولة لا يمكن الاعتماد عليها أو الوثوق بها، وهذا يعني أن قطر وكافة حلفاء أمريكا سيبحثون عن حليف قوي وموثوق يمكن الاعتماد عليه، وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يحتاج لصبر وحكمة وأسلوب ذكي لتحقيق هذا الأمر.

أمريكا الغادرة ستدفع الثمن باهظا جراء الغدر والخيانة التي تمارسها على قطر وعلى كل حلفائها في كل أرجاء العالم، سواء الحلفاء الأوروبيين أو كوريا أو اليابان، فجميعهم سيبحثون عن شريك اخر غير أمريكا، وهم فقط ينتظرون الوقت المناسب والملائم لهذه الخطوة، وحين يجدونها، فلن ينتظرون لحظة واحدة، وسيتركون أمريكا الغادرة وراء ظهورهم غير مأسوفا عليها، فهي دولة متغطرسة وغادرة تعرف كيف تأخذ لكنها لا تعرف طريقة العطاء والوفاء ولا تقدم أي شيء يذكر لا للحلفاء ولا للأصدقاء.