• الرئيسية
• المشهد الدولي

شهدت أبوظبي خلال اليومين الماضيين سلسلة لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين إماراتيين وهنود، أكدت على متانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتنامي التعاون في مختلف القطاعات الحيوية.

فقد التقى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، وزير التجارة والصناعة الهندي بيوش غويال، حيث جرى استعراض أبرز الاتجاهات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية، مع التركيز على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاجية وتحفيز النمو. كما ناقش الجانبان فرص الاستثمار في البنية التحتية وأمن الطاقة، مؤكدين التزامهما المشترك بتعزيز الشراكة من خلال الابتكار والتعاون الاستراتيجي.

وفي السياق نفسه، ترأس الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، مع الوزير الهندي بيوش غويال، الاجتماع الثالث عشر لفريق العمل الاستثماري المشترك بين البلدين الذي انعقد في أبوظبي.

وتناول الاجتماع ملفات متعددة في مجالات التجارة والاستثمار، أبرزها المبادرات الجارية لتعزيز التدفقات الاستثمارية الثنائية واستكشاف آفاق جديدة للتعاون. وأشاد الجانبان بالزخم الإيجابي في التجارة الثنائية بعد دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) حيز التنفيذ في مايو 2022، إذ بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 38 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة 34% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024.

وأكد المجتمعون أن هذه الاتفاقية تمثل ركيزة أساسية للشراكة الاقتصادية ونموذجاً للتعاون البنّاء في ظل التغيرات المتسارعة في مشهد التجارة العالمية.

كما استعرض الاجتماع التقدم المحرز في مشروعات استثمارية مشتركة، أبرزها مشروع "بهارات مارت" في المنطقة الحرة بجبل علي، الذي يمتد على مساحة 2.7 مليون قدم مربعة، ويهدف إلى تمكين المصنعين والمصدّرين الهنود من تسويق منتجاتهم عالمياً، في تجسيد واضح للتكامل الاقتصادي بين أبوظبي ونيودلهي.

وتطرقت المناقشات أيضاً إلى فرص التعاون المستقبلية في قطاعات النقل البحري والفضاء في الهند، إضافة إلى المبادرات المشتركة بين المصرفين المركزيين في البلدين لتمكين التجارة بالعملات المحلية ودمج أنظمة الدفع، فضلاً عن التعاون في مجال العملات الرقمية للبنوك المركزية.

وفي ختام الاجتماع، أكد الشيخ حامد بن زايد آل نهيان أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين الإمارات والهند تواصل نموها بوتيرة متسارعة، مشيراً إلى أن فريق العمل المشترك يضطلع بدور محوري في توسيع وتعميق الشراكة الاقتصادية عبر مبادرات نوعية ومشروعات مستقبلية تعزز الأهداف المشتركة للطرفين.