”طريق المدرسة أصبح ميدانًا للكلاب الضالة… أولياء أمور في عدن يصرخون: أين السلطات؟!”

أثار تزايد أعداد الكلاب الضالة في شوارع العاصمة المؤقتة عدن، مخاوف واسعة بين السكان، خصوصًا مع تزامن ظهورها الكثيف خلال ساعات الذروة الصباحية التي يتجه فيها الطلاب إلى مدارسهم، ما حوّل بعض الشوارع إلى ممرات محفوفة بالمخاطر، ودفع أولياء الأمور إلى دق ناقوس الخطر ودعوة الجهات المعنية للتحرك الفوري.
وأفاد مواطنون في أحياء متفرقة من المدينة، خصوصًا في مناطق مثل كريتر، خور مكسر، والتواهي، بأن الكلاب الضالة باتت تجوب الشوارع بلا رقيب، وتتجمع عند مداخل المدارس والطرقات التي يسلكها الطلاب يوميًا، ما يسبب حالة من الذعر والهلع بين الأطفال، ويضطر بعضهم إلى تغيير طرقهم أو التأخر عن بدء الحصص الدراسية خوفًا من التعرض للهجوم.
وقال أحمد محمد، أحد أولياء الأمور: "ابني في الصف السادس الابتدائي، كل صباح يعود إلى البيت مرعوبًا من الكلاب التي تجلس على مدخل شارعنا وتلاحق الأطفال أثناء ذهابهم للمدرسة. في إحدى المرات اضطر أن يعود أدراجه ويفوت الحصة الأولى، وهذا يؤثر على مستواه الدراسي ونفسيته".
وأضافت أم يوسف، وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية: "لا يمكن أن نترك أطفالنا يمشون بمفردهم في الشارع وهم يواجهون هذا الخطر اليومي. الكلاب أصبحت جريئة، وتتجمع بأعداد كبيرة، وأحيانًا تنبح بشراسة أو تلاحق المارة. هذا وضع غير مقبول في مدينة يفترض أن تكون آمنة لأبنائنا".
وأشار المواطنون إلى أن المشكلة ليست جديدة، بل تتفاقم عامًا بعد عام دون أن تتخذ السلطات أي إجراءات جادة للحد منها، سواء عبر حملات مكافحة منظمة، أو برامج تبني وتلقيح، أو حتى إنشاء مراكز لإيواء هذه الحيوانات، ما يفاقم المخاطر الصحية والنفسية على السكان، خصوصًا الأطفال وكبار السن.
وفي هذا السياق، وجّه الأهالي نداءات عاجلة إلى السلطات المحلية، ومكتب الأشغال العامة، وصندوق النظافة والتحسين، مطالبين بـ"خطة طوارئ فورية" تشمل:
- إطلاق حملات مكثفة لجمع الكلاب الضالة ونقلها إلى مراكز متخصصة.
- تنسيق مع الجمعيات البيطرية والمنظمات المعنية لتنفيذ برامج تلقيح وإخصاء للحد من التكاثر.
- تعزيز الإجراءات الوقائية حول المدارس والأحياء السكنية.
- إطلاق حملات توعية مجتمعية حول كيفية التعامل مع الحيوانات الضالة وتفادي المخاطر.
كما دعا المواطنون إلى تفعيل دور الرقابة المجتمعية، وتشجيع البلاغات الفورية عن أي تجمعات خطيرة للكلاب، مع توفير خط ساخن للإبلاغ عن الحالات الطارئة.
وحتى لحظة نشر هذا الخبر، لم يصدر أي رد رسمي من الجهات المختصة، رغم تكرار الشكاوى في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر منابر إعلامية محلية.
ويُذكر أن مشكلة الكلاب الضالة ليست حكرًا على عدن، بل تتفاقم في العديد من المدن اليمنية، لكن غياب التخطيط البلدي، وضعف الموارد، وتراجع الخدمات العامة، جعل منها أزمة متجددة تهدد السلامة العامة وتزيد من معاناة المواطنين في ظل غياب الحلول المستدامة.
ويأمل الأهالي أن لا تمر مناشداتهم مرور الكرام، وأن تتحول إلى إجراءات ملموسة على الأرض، قبل أن تقع كارثة لا تحمد عقباها، قد تطال طفلًا بريئًا في طريقه إلى المدرسة.