تراجع النفط عالميًا.. الإمدادات الروسية وإضرابات المصافي تضغط على السوق

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا خلال تعاملات الأسبوع الجاري، مع تركيز الأسواق على وفرة الإمدادات وتزايد الضغوط من جانب الإمدادات الروسية، إلى جانب الإضرابات التي طالت عددًا من المصافي في أوروبا.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى ما دون 67 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 64 دولارًا، ليمحو المكاسب المحدودة التي حققها في وقت سابق من الشهر.
ويرى محللون أن المخاوف من فائض المعروض العالمي تطغى على تأثير المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالهجمات على البنية التحتية للطاقة الروسية، في وقت تتوقع فيه وكالة الطاقة الدولية تسجيل فائض قياسي في الإمدادات خلال عام 2026.
كما ساهمت الإضرابات العمالية في بعض المصافي الأوروبية في زيادة الضغوط على السوق، وسط توقعات بتراجع معدلات التكرير الروسية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2022، وهو ما يعكس هشاشة التوازن بين العرض والطلب.
ويترقب المستثمرون قرارات تحالف أوبك+ واجتماعات البنوك المركزية العالمية خلال الأسابيع المقبلة، باعتبارها عوامل رئيسية ستحدد اتجاه أسعار النفط في الربع الأخير من العام، وسط مزيج من الضغوط المتعلقة بفائض المعروض والمخاطر الجيوسياسية.
ويعكس التراجع الأخير في أسعار النفط هشاشة التوازن بين العرض والطلب في الأسواق العالمية، في ظل ضغوط متزايدة من الإمدادات الروسية والإضرابات العمالية في المصافي الأوروبية. وبينما يترقب المستثمرون قرارات أوبك+ والتوجهات المقبلة للسياسات النقدية العالمية، تبقى التوقعات حذرة بشأن مسار الأسعار خلال الربع الأخير من العام، مع استمرار المخاطر الجيوسياسية وفائض المعروض كعوامل رئيسية مؤثرة على السوق.
آراء المحللين حول أسعار النفط عالميًا خلال سبتمبر 2025
آراء المحللين
-
اتجاه هابط قصير المدى: يرى محللون في LiteFinance أن النفط يواصل التداول ضمن ترند هابط قصير الأجل، مع استهداف مستويات قرب 61.20 دولار للبرميل، وهو ما يعكس ضغوط المعروض وتراجع الزخم الشرائي.
-
زيادة المعروض العالمي: تقرير الوكالة الدولية للطاقة أشار إلى أن المعروض العالمي ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 106.9 مليون برميل يوميًا في أغسطس، مع توقع استمرار نمو الإنتاج من خارج أوبك+، ما يزيد من الضغوط على الأسعار.
-
فائض محتمل في السوق: خبراء استطلعت آراؤهم منصة الطاقة توقعوا أن يكون العرض أكبر من الطلب في 2025، مع احتمال وجود فائض يصل إلى مليون برميل يوميًا أو أكثر، حتى مع استمرار تخفيضات أوبك+، وهو ما قد يحد من أي صعود قوي للأسعار.
-
تأثير الصين والاقتصادات الناشئة: بعض المحللين يرون أن تباطؤ الطلب في الصين والأسواق الناشئة سيظل عاملًا ضاغطًا، بينما مرونة الاستهلاك في الاقتصادات المتقدمة قد توفر دعمًا محدودًا للطلب.
-
الفرص الاستثمارية: في المقابل، يشير محللون إلى أن التراجعات الحالية قد تفتح المجال أمام فرص شراء للمستثمرين الباحثين عن مراكز طويلة الأجل، خاصة إذا استمرت أوبك+ في ضبط المعروض.
يتفق معظم المحللين على أن المعروض الوفير من النفط، خاصة من روسيا والدول غير الأعضاء في أوبك+، إلى جانب تباطؤ الطلب في بعض الاقتصادات الكبرى، يمثلان الضغوط الرئيسية على السوق. ومع ذلك، تبقى قرارات أوبك+ والتطورات الجيوسياسية عوامل حاسمة قد تغير اتجاه الأسعار في الربع الأخير من 2025.