الذهب يلامس قممًا تاريخية في مصر.. والأونصة تقترب من 4000 دولار عالميًا

سجلت أسعار الذهب في السوق المصرية اليوم قفزة غير مسبوقة، مدفوعة بارتفاعات قياسية في الأسواق العالمية وتغيرات مستمرة في سعر صرف الدولار أمام الجنيه، ما دفع المعدن الأصفر إلى مستويات تاريخية جديدة.
وبحسب بيانات السوق، اخترق سعر الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا بين المصريين – حاجز الـ5 آلاف جنيه للجرام لأول مرة، ليصل إلى 5010 جنيهات، فيما بلغ سعر الجرام من عيار 24 نحو 5726 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4294 جنيهًا، بينما سجل الجنيه الذهب 40,080 جنيهًا.
الذهب العالمي يقود موجة الصعود
الارتفاع المحلي جاء انعكاسًا مباشرًا للقفزة التي شهدها الذهب عالميًا، حيث صعدت الأونصة إلى مستوى قياسي بلغ 3722 دولارًا، بزيادة نسبتها 0.9% عن سعر افتتاح جلسة اليوم البالغ 3687 دولارًا. وتتداول الأونصة حاليًا قرب مستوى 3718 دولارًا، وسط توقعات متزايدة بوصولها إلى 4000 دولار في المدى القريب إلى المتوسط.
ووفقًا لتحليل صادر عن مؤسسة "جولد بيليون"، فإن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، مع تلميحات بمزيد من التيسير النقدي، كان له تأثير مباشر على تسعير الذهب. وتشير التوقعات إلى خفضين إضافيين للفائدة في أكتوبر وديسمبر بنسبة احتمالية بلغت 93% و81% على التوالي.
دور البنوك وصناديق الاستثمار
عززت عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب من قوة الطلب العالمي، ما ساهم في دفع الأسعار نحو مستويات قياسية. وتوقعت مؤسسات مالية دولية أن يصل سعر الأونصة إلى 4000 دولار، مدفوعًا بالتحوط من التضخم والتقلبات الجيوسياسية.
الدولار يضغط على السوق المحلية
محليًا، تزامن صعود الذهب مع ارتفاع تدريجي في سعر صرف الدولار أمام الجنيه، ما ضاعف من مكاسب المعدن النفيس في السوق المصرية. فالعلاقة المباشرة بين العملتين تجعل أي تحرك في الدولار ينعكس فورًا على أسعار الذهب.
ترقب وتحركات مرتقبة
يراقب المستثمرون حول العالم بيانات التضخم الأمريكية وخطابات مسؤولي الفيدرالي خلال الأيام المقبلة، لما لها من تأثير مباشر على توجهات السياسة النقدية وسلوك المستثمرين تجاه الملاذات الآمنة. وفي مصر، يظل التركيز منصبًا على متابعة تحركات الدولار والذهب معًا، وسط توقعات باستمرار موجة الصعود.
مستويات نفسية جديدة
اختراق الذهب عالميًا لمستوى 3700 دولار للأونصة اعتُبر نقطة دعم قوية، قد تدفع الأسعار نحو مستويات غير مسبوقة. أما محليًا، فإن تجاوز عيار 21 لحاجز الـ5 آلاف جنيه فتح الباب أمام توقعات بمزيد من المكاسب، خاصة إذا استمر الدولار في الصعود أو واصل الذهب العالمي موجة الارتفاع.
وتُعد قفزة الذهب اليوم حدثًا تاريخيًا في السوق المصرية، حيث تتقاطع فيها تأثيرات السياسة النقدية الأمريكية، والطلب الاستثماري العالمي، وتغيرات سوق الصرف المحلي. وبينما يراها المستثمرون فرصة للتحوط، يواجه المستهلك المصري تحديًا كبيرًا في ظل ارتفاع أسعار المشغولات الذهبية بشكل غير مسبوق.
أقراأيضا:البورصات الآسيوية تنتعش مع صعود اليابان وتواصل مكاسب النفط | المشهد اليمني