المشهد اليمني

نكبة 21 سبتمبر.. فتحت أبواب صنعاء أمام الإيرانيين وحوّلت عاصمة اليمن إلى غرفة عمليات للحرس الثوري

الإثنين 22 سبتمبر 2025 09:03 مـ 30 ربيع أول 1447 هـ
صور العلم الإيراني والخميني في صنعاء
صور العلم الإيراني والخميني في صنعاء

أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن "نكبة 21 سبتمبر" لم تكن يومًا معركة من أجل الحرية أو الاستقلال كما تدّعي مليشيا الحوثي، بل كانت لحظة فارقة تم فيها تسليم القرار الوطني لطهران، ورهن سيادة اليمن ومستقبله بيد الحرس الثوري الإيراني، مشيرًا إلى أن المليشيا التي تزعم أنها حررت اليمن من الوصاية، فتحت أبواب صنعاء أمام الإيرانيين، وحوّلت العاصمة إلى غرفة عمليات تُدار من الضاحية الجنوبية وطهران.

وفي تصريحات رسمية، أوضح الإرياني أن إعلان أحد قادة الحرس الثوري الإيراني سقوط "العاصمة العربية الرابعة" في قبضة إيران، كشف بوضوح حجم التدخل الإيراني في اليمن، حيث تحولت الأراضي اليمنية إلى حقل تجارب للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية، ومنصة لإطلاق الهجمات الإرهابية على المنشآت الحيوية في دول الجوار، وتهديد خطوط الملاحة الدولية والتجارة العالمية، في خيانة صريحة لمفهوم السيادة والاستقلال.

وأضاف أن الحقائق على الأرض منذ الانقلاب الحوثي الغاشم تؤكد حجم الارتهان لطهران، حيث كان حسن إيرلو، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، الحاكم العسكري الفعلي في صنعاء قبل مقتله، وكان يشرف بشكل مباشر على إدارة المعارك، وتنسيق الدعم العسكري واللوجستي، وإدارة المشهد السياسي في مناطق سيطرة المليشيا.

وأشار وزير الإعلام إلى أن تصريحات عدد من القادة الإيرانيين، التي أكدت خضوع صنعاء لنفوذ طهران بعد بغداد ودمشق وبيروت، وادعاء السيطرة على مضيق باب المندب، تمثل إعلانًا صريحًا عن احتلال جزء من الأراضي اليمنية، وفرض وصاية كاملة على القرار الوطني، في تجاوز فاضح لكل الأعراف الدولية.

وتابع الإرياني أن المليشيا الحوثية لم تكتف بتسليم القرار الوطني، بل فرضت هوية دخيلة على اليمنيين، حيث رفعت العلم الإيراني وصور رموز النظام الإيراني في المؤسسات الرسمية والشوارع الرئيسية في صنعاء، ونكّست العلم الوطني حدادًا على قادة إيرانيين، وفرضت تدريس اللغة الفارسية على الطلاب، واستبدلت النشيد الوطني بأناشيد طائفية مستوردة، في محاولة لمحو الهوية الوطنية وفرض هوية مذهبية دخيلة.

وأكد أن المليشيا حولت الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية اليمنية إلى ساحة حرب بالوكالة لصالح إيران، ما أدى إلى استدعاء الضربات العسكرية، وإدخال اليمن في مواجهة مفتوحة مع العالم، وإهدار مقدرات الدولة ومنشآتها وبنيتها التحتية التي بناها اليمنيون على مدى ستة عقود، خدمةً لأجندة طهران ومشروعها التوسعي في المنطقة.

وشدد الإرياني على أن ما تسميه المليشيا "حرية واستقلال" ليس سوى عبودية مطلقة للمشروع الإيراني، وتفريط بالسيادة الوطنية، وتحويل اليمن إلى أداة ابتزاز سياسي واقتصادي وعسكري في يد طهران، مؤكدًا أن الشعب اليمني بات أكثر وعيًا بهذه الحقيقة، ولن تنطلي عليه شعارات المليشيا، ولن يقبل أن تكون بلاده قاعدة لمغامرات إيران أو ورقة تفاوض في ملفها النووي.

واختتم وزير الإعلام تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة اليمنية ستستعيد قرارها الوطني وسيادتها الكاملة، وستطوي هذا الفصل الأسود من تاريخ اليمن، وستعيد الاعتبار لدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن الجمهورية، ولن يكون لإيران ولا لمليشياتها الإرهابية موطئ قدم على تراب اليمن الطاهر.