ضربة معلم من مسؤول كبير توجع الحوثيين وتحرق قلوبهم

تسعى جماعة الحوثي لتنفيذ مخطط يهدف لتدمير الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، والقضاء عليها قضاء مبرم، هذا المخطط الجهنمي تشارك فيه القيادات السياسية للجماعة، ويساندها في ذلك كل من يؤيدها سواء كانت دول أو منظمات أو ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات السوشال، أو الكتاب والإعلاميين المؤثرين، بالإضافة إلى القنوات الفضائية المؤيدة لهم.
المخطط يتمثل في تشويه صورة كافة قيادات الشرعية لدى المجتمع الدولي والمنظمات والدول الداعمة وغير الداعمة، بهدف نزع الثقة من الحكومة الشرعية وتركها بلا حول ولا قوة حتى يخلو الجو للميليشيات الحوثية للاستفراد باليمن وشعب اليمن، وتتمكن من السيطرة على الحكم في كل ربوع اليمن حتى لو لم تحصل على الاعتراف الدولي، فهي تأمل ان يتم ذلك ولو بعد فترة زمنية، من منطلق إن هذا أمر واقع وعلى المجتمع الدولي التسليم به، لكن عليها أولا إزاحة الحكومة الشرعية لتحقيق هدفها.
لكن المولى سبحانه وتعالى له تخطيط اخر، فهو يكره أصحاب النوايا السيئة، ولا يجعل التوفيق يحالفهم، ويرد كيدهم في نحورهم، ويبين الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه الكريم، ويقول وهو عز من قائل﴿ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾ صدق الله العظيم.
فقد تفاجأت الميليشيات الحوثية بضربة موجعة ومؤلمة، وسببت صدمة كبيرة للحوثيين، خاصة وانها كانت مفاجأة وجاءت بشكل سريع، الأمر الذي أثار بلبلة في أوساط القيادات الحوثية، وجعلتهم يدركون إن هناك من يقف لهم بالمرصاد ويفشل كل مخططاتهم ويجعل جهودهم الشيطانية التي بذلوها تتحول الى هباء منثورا، ففي الاسبوع المنصرم أقدمت الأمم المتحدة، بنقل مكتب المنسق المقيم في اليمن إلى العاصمة المؤقتة " عدن"، وتم الإعلان رسميا عن هذا الأمر من قبل المنسق المقيم في اليمن، مؤكدا إنه تقرر تغيير مكان المكتب إلى عدن.
هذه الضربة الموجعة والقاسية للحوثيين سحبت منهم البساط للتعامل المباشر مع منظمة الأمم المتحدة، وهو ما كان يكسبهم شبه شرعية نظرا لمكانة هذه المنظمة على المستوى الدولي، فهي منظمة لها وزنها الكبير ولا تتعامل إلا مع الدول وليس مع الأفراد والميليشيات، وقبل هذه الضربة تلقت الميليشيات الحوثية زلزال سياسب مرعب من قبل المجتمع الدولي، إذ أعلنت أكثر من سبعين دولة إنها ستنقل سفاراتها وقنصلياتها إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، ولن تتعامل إلا مع الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، وشكل الإعلان الرسمي من قبل روسيا والهند لنقل السفارات والقنصليات إلى العاصمة المؤقتة ضربة قاصمة للحوثيين نظرا لمكانة الهند وروسيا، ليس فقط كونهما من الدول النووية، بل هما من الدول ذات المكانة الاقتصادية العالية.
سحب البساط في هذا المجال يفقد الحوثيين صوابهم ويقلب أمورهم رأسا على عقب، كما انه يسبب لهم الارتباك، فغياب المنظمات الدولية والسفارات والقنصليات التابعة لمختلف دول العالم عن العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها، سيجعل المجتمع الدولي ينظر إليهم كعصابة مارقة قامت بعملية انقلاب غير شرعي للسيطرة على الحكم، وهذا ما يجعل القيادات الحوثية تعتبر وزير الخارجية ، الدكتور " شائع الزنداني " عدوها اللدود الذي تمكن من افشال كل تلك المخططات.
صحيح ان الوزير الزنداني دبلوماسي مخضرم ولديه حنكة سياسية وقدرة على التأثير وترك الانطباع الجيد لدى الدول والمنظمات الدولية، كما إنه يجيد اختيار الكادر الذي يقف إلى جانبه لمساعدته في تحقيق الهدف المنشود، والمتمثل في كشف عورة الحوثيين وفضحهم، والتأكيد إن الحكومة الشرعية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب اليمني في شماله وجنوبه، لكن الوزير "الزنداني" ما كان ليحقق كل هذه المنجزات والنجاحات خلال فترة قليلة لولا الدعم المطلق الممنوح له من قبل الرئيس "رشاد العليمي" ورئيس الوزراء "سالم بن بريك" كما ان "الزنداني" يحظى بثقة واحترام وتقدير كافة الجهات الإقليمية والدولية والمنظمات العالمية، وكل هذا
ترك له مساحة واسعة للتحرك والمناورة،
وساهم في ترك بصمة كبيرة على التأثير وإبراز المكانة الكبيرة للحكومة الشرعية في مختلف الدول، وأستطاع ان يرد كيد الحوثيين في نحورهم ويتصدى لمخططاتهم الخبيثة.
عامل اخر لايقل أهمية عن العوامل السابقة ساهم بشكل كبير في نجاح الزنداني، وهذا العامل هو وطنيته واخلاصه للوطن والمواطنين، سواء كانوا داخل اليمن أو خارجها، وهو لا يفعل كما يفعل كثير من المسؤولين الذين يفضلون مصلحة أحزابهم على مصلحة الوطن، ويرفعون شعارات " لا صوت يعلوا على صوت الحزب" حتى لو كان الحزب مخطيء، أما الوزير الزنداني فإن شعاره، هو ان لا صوت يعلوا على صوت اليمن واليمنيين.