فرنسا تعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين في مؤتمر أممي مشترك

في تحول دبلوماسي لافت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال كلمته أمام مؤتمر حل الدولتين المنعقد في مقر الأمم المتحدة برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، أن بلاده تعترف رسميًا بدولة فلسطين، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات حاسمة نحو إنهاء الصراع في غزة ومنع تهجير السكان.
وقال ماكرون: "لم يعد بوسعنا الانتظار أكثر للاعتراف بالدولة الفلسطينية"، مشددًا على أن استمرار الحرب في غزة يهدد الاستقرار الإقليمي ويعمّق الأزمة الإنسانية. وأضاف أن وعد إقامة دولة فلسطينية لم يتحقق بعد، رغم مرور عقود من المفاوضات، معتبرًا أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جماعية عن فشل تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
دعوة لوقف إطلاق النار والإفراج عن المغزةحتجزين
وفي سياق متصل، طالب الرئيس الفرنسي بالإفراج غير المشروط عن المحتجزين لدى حركة حماس، معتبرًا أن التفاوض على وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك. وأكد أن فرنسا ستواصل دعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء التصعيد، وإعادة إطلاق مسار سياسي جاد يفضي إلى حل الدولتين.
خطوة دبلوماسية تعيد ترتيب المواقف الدولية
ويأتي إعلان فرنسا في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإنهاء الحرب في غزة، وسط تصاعد الضغوط الإنسانية والسياسية. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها دفعة قوية للمسار السياسي الفلسطيني، ورسالة واضحة بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد مجرد خيار دبلوماسي، بل ضرورة أخلاقية وسياسية لإنهاء عقود من الصراع.
و أن التحولات المتسارعة في المواقف الدولية تعكس تغيرًا جوهريًا في ميزان الدبلوماسية العالمية تجاه القضية الفلسطينية، مع تصاعد الدعوات الدولية لإنهاء الاحتلال، وإعادة إحياء مفاوضات السلام المتوقفة. فهل تفتح هذه الموجة الجديدة من الاعترافات بابًا حقيقيًا لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على أرض الواقع؟ الأيام القادمة ستحمل الجواب.
خلفية سياسية ودبلوماسية
يأتي إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اعتراف بلاده رسميًا بدولة فلسطين في لحظة فارقة من تاريخ الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وسط تصاعد غير مسبوق في العمليات العسكرية على قطاع غزة، وتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار ومنع تهجير المدنيين.
لطالما تبنّت فرنسا موقفًا داعمًا لحل الدولتين، لكنها كانت تتحفظ على الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، مفضّلة أن يتم ذلك ضمن إطار تفاوضي شامل. ومع تعثر المفاوضات وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، يبدو أن باريس قررت كسر الجمود الدبلوماسي واتخاذ خطوة رمزية قوية تعيد الزخم إلى المسار السياسي.
ويأتي هذا الإعلان خلال مؤتمر دولي مشترك بين السعودية وفرنسا في الأمم المتحدة، ما يعكس تنسيقًا عربيًا–أوروبيًا متزايدًا للضغط من أجل إنهاء الصراع، وإعادة إطلاق مفاوضات السلام على أسس عادلة.
كما يتزامن الاعتراف الفرنسي مع تحولات في المواقف الدولية، حيث بدأت بعض الدول الأوروبية بإعادة النظر في سياساتها تجاه القضية الفلسطينية، في ظل الانتقادات المتزايدة لغياب العدالة واستمرار الاحتلال، وتنامي التأييد الشعبي لحقوق الفلسطينيين.
وتُعد هذه الخطوة من فرنسا بمثابة رسالة سياسية واضحة بأن المجتمع الدولي لم يعد يقبل استمرار الوضع الراهن، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو جزء من مسؤولية جماعية لإنهاء الصراع وتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
أقراايضا: البرتغال تعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين وتؤكد دعمها لحل الدولتين | المشهد اليمني