قرار بريطاني تاريخي.. لندن تعلن الاعتراف بفلسطين وتدعو لسلام عادل عبر حل الدولتين

أعلنت الحكومة البريطانية عن قرار وصفته بالتاريخي يتمثل في الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، معتبرة أن هذه الخطوة تأتي كجزء من التزامها الواضح بدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ورأت لندن أن الاعتراف يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، خاصة مع استمرار الصراع وما يخلفه من آثار إنسانية وسياسية بالغة.
اعتراف الحكومة البريطانية بفلسطين
أكدت بريطانيا أن الاعتراف بفلسطين يمثل تحولا مهما في موقفها السياسي، ويعكس رؤيتها لحل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الصراع، وقد أوضح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عددا من النقاط الجوهرية في هذا السياق:
-
القرار يستند إلى حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وهو حق لا يمكن التنازل عنه أو تجاهله.
-
الاعتراف لا يتعلق بحركة حماس وإنما هو دعم مباشر لمبدأ الدولتين كخيار عادل للطرفين.
-
الحل المنشود يقوم على وجود إسرائيل مستقرة وآمنة بجوار دولة فلسطينية قابلة للحياة وقادرة على ممارسة سيادتها.
-
دعا ستارمر بوضوح إلى إطلاق سراح الأسرى بشكل عاجل باعتبارها خطوة إنسانية وسياسية ضرورية.
-
شدد على أن وقف إطلاق النار والتخلي عن السلاح شرط أساسي لفتح الطريق أمام أي تسوية سياسية حقيقية.
تحركات بريطانية مرتقبة
أشارت الحكومة البريطانية إلى أن قرار الاعتراف ليس سوى البداية وأن الأسابيع المقبلة ستشهد مزيدا من الخطوات العملية وجاء في البيان الحكومي:
-
ستعمل المملكة المتحدة على اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز فرص السلام ودعم المفاوضات.
-
سيتم تكثيف الجهود الدبلوماسية لإعادة الأسرى إلى ديارهم وضمان سلامتهم.
-
طالبت لندن بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة على الفور لتخفيف المعاناة الإنسانية.
-
شددت على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومن دون قيود للسكان المحتاجين.
-
أكدت أن استمرار الاستيطان في الضفة الغربية يقوض فرص الحل السياسي ويجب أن يتوقف فورا.
الموقف الدبلوماسي لوزارة الخارجية
وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أكدت أن الاعتراف بفلسطين يمثل جزءا من رؤية أشمل للحفاظ على فرص السلام وأوضحت أن هذه الخطوة التاريخية تستند إلى عدة مبادئ:
-
الاعتراف تم بالتنسيق مع عدد من الحلفاء المقربين بما يعكس توافقا دوليا متزايدا.
-
الخطوة تأتي في وقت حساس يواجه فيه حل الدولتين تهديدات غير مسبوقة تستدعي التحرك العاجل.
-
الاعتراف يعبر عن التزام لندن الثابت بإيجاد حل دائم يضمن الأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين معا.
-
شددت كوبر على أن تحقيق السلام يتطلب إنهاء الحرب في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
-
أكدت أن هذا الملف سيكون ضمن أولوياتها خلال اجتماعات الأمم المتحدة القادمة لتنسيق الجهود الدولية.
الإصلاحات المطلوبة من السلطة الفلسطينية
بيان الحكومة البريطانية أشار بوضوح إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين لا يلغي مسؤوليات السلطة الفلسطينية، بل يزيد من ضرورة القيام بإصلاحات ملموسة وتضمنت النقاط المطروحة ما يلي:
-
ضرورة إجراء إصلاحات شاملة في مؤسسات الحكم بما يعزز من شرعيتها وفاعليتها.
-
الإعداد لإجراء انتخابات جديدة خلال عام واحد من وقف إطلاق النار كخطوة لإرساء الديمقراطية.
-
التزام بريطانيا بتقديم دعم فني ومالي للسلطة الفلسطينية لتقوية مؤسساتها.
-
أوضح البيان أن المبعوث البريطاني مايكل باربر يتولى مهمة متابعة هذه الإصلاحات وتعزيز قدرات الحكم والإدارة.
-
شددت لندن على أن الاعتراف بحد ذاته لا يكفي، وإنما يجب أن يترافق مع خطوات عملية على الأرض.
إن الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين يعكس تحولا سياسيا مهما ورسالة واضحة بدعم حل الدولتين كخيار استراتيجي للسلام، ورغم أن هذه الخطوة وحدها لا تغير الواقع إلا أنها تفتح المجال أمام جهود أوسع لإيجاد تسوية عادلة تضع حدا للصراع الطويل وتؤسس لسلام حقيقي في المنطقة.