المشهد اليمني

ماكرون يستلهم أشعار محمود درويش في اعتراف فرنسا التاريخي بدولة فلسطين

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 01:00 صـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
ماكرون يستلهم اشعار محمود درويش
ماكرون يستلهم اشعار محمود درويش

في مشهد تاريخي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف بلاده الرسمي بدولة فلسطين ما جعل هذا الخطاب مختلفًا أنّه لم يقتصر على لغة السياسة المعتادة، بل استعان بكلمات الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، ليؤكد أنّ الاعتراف لا يقتصر على القرار السياسي فحسب، وإنما هو أيضًا فعل إنساني يرتبط بالأرض والهوية والثقافة.

خطاب ماكرون والاعتراف بدولة فلسطين

جاء خطاب ماكرون ليجمع بين الدبلوماسية وقوة الكلمة الشعرية، وهو ما منح كلماته بعدًا إنسانيًا مختلفًا واستشهد ماكرون بقول الشاعر:

علَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ الأُرْضِ، أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ.

كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين صَارَتْ تُسَمَّى فلسْطِين. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ

استعار مقولة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" لتأكيد أنّ الاعتراف بفلسطين هو اعتراف بحقها في الوجود والكرامة، وليس مجرد خطوة سياسية عابرة، والجمع بين السياسة والأدب لإرسال رسالة إلى العالم بأن فلسطين ليست مجرد نزاع سياسي بل هي قضية حضارية ترتبط بالذاكرة والإنسان.

بالإضافة إلي إبراز أنّ الشعر قادر على اختصار معاناة طويلة وتقديمها للعالم بلغة أكثر تأثيرًا من الأرقام والخطابات الرسمية، تحويل كلماته إلى دعوة إنسانية تتجاوز حدود فرنسا، لتشمل المجتمع الدولي بأسره في ضرورة الاعتراف بفلسطين، إظهار أنّ إدخال الأدب في السياسة يمكن أن يمنح القرارات الكبرى صدًى عاطفيًا يرسخ في وجدان الشعوب.

استدعاء درويش كرمز فلسطيني

لم يكن استدعاء محمود درويش في الخطاب أمرًا عابرًا بل جاء ليحمل دلالات عميقة ومن أبرز ما عكسه هذا الاختيار:

  • تأكيد أنّ الثقافة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من هويتها الوطنية، وأنها وسيلة لتعزيز قضيتها عالميًا.

  • استحضار درويش باعتباره صوت الأرض الذي ظل حاضرًا رغم كل التحديات، ليعكس أن الهوية الفلسطينية لا تموت.

  • جعل الاعتراف الرسمي متصلًا بالجانب الروحي والثقافي، وليس مجرد اتفاق سياسي مؤقت.

  • إرسال رسالة بأن فلسطين ليست فقط أرضًا متنازعًا عليها، بل وطنًا له شعره وفنه وصوته الذي يخلّد قضيته.

  • منح الخطاب طابعًا رمزيًا يربط بين الماضي والحاضر، ويؤكد أنّ الأدب شاهد على الحق كما السياسة.

دلالات خطاب ماكرون عالميًا

الاعتراف الفرنسي لم يكن حدثًا داخليًا فحسب، بل حمل انعكاسات دولية أوسع. وتوضح النقاط التالية أبرز هذه الدلالات:

  • إشارة إلى أنّ أوروبا بدأت تنظر إلى القضية الفلسطينية بجدية أكبر، متجاوزة إطار الصراع التقليدي.

  • التأكيد على أنّ الاعتراف بفلسطين يعني الاعتراف بالإنسانية والعدالة، وليس فقط ترسيم حدود سياسية.

  • تعزيز مكانة الثقافة الفلسطينية على المستوى العالمي كجزء من الكفاح السياسي والدبلوماسي.

  • توجيه دعوة غير مباشرة لبقية الدول للانضمام إلى موقف فرنسا وإعادة النظر في مواقفها.

  • التأكيد أنّ كلمات درويش لم تعد مجرد شعر، بل تحولت إلى جزء من خطاب سياسي عالمي يغيّر موازين النظر للقضية الفلسطينية.

بهذا الخطاب جمع ماكرون بين قوة الكلمة الشعرية وجرأة القرار السياسي، ليخلق لحظة لن ينساها التاريخ، لقد منح فلسطين مساحة في قلب العالم وأعاد التأكيد أنّها أرض تستحق الحياة، وأن الاعتراف بها هو انتصار للإنسانية قبل أن يكون موقفًا سياسيًا.