المشهد اليمني

”من تعز إلى ستانفورد: قصة عالم يمني أبهر العالم ودخل نادي النخبة!”

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 01:11 صـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
العالم اليمني
العالم اليمني

في إنجازٍ علميٍّ يمنيٍّ لافتٍ يعيد الأمل إلى العقول الطموحة ويثبت أن الإرادة لا تُقهر، اختير العالم اليمني–الأمريكي الدكتور أمجد منير الشوافي، ابن محافظة تعز، ضمن قائمة أفضل 2% من العلماء على مستوى العالم لعام 2025، في تخصصات الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور، وفقًا للتصنيف العالمي المرموق الذي تُصدره جامعة ستانفورد الأمريكية بالتعاون مع دار النشر العلمية العملاقة إلسيفير (Elsevier).

ويُعد هذا التصنيف، الذي يعتمد على مؤشرات دقيقة تشمل عدد الاستشهادات، وتأثير الأبحاث، ومساهمات الباحثين في تقدم العلوم، أحد أرفع التقديرات الأكاديمية على مستوى العالم، ويُستخدم كمرجعٍ دوليٍّ لتحديد النخب العلمية المؤثرة في مختلف التخصصات.

بصمة يمنية في قلب الساحة العلمية العالمية

يُصنّف الدكتور الشوافي، الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، كواحدٍ من أبرز الباحثين الشباب الذين نجحوا في ترك بصمة واضحة في الأوساط الأكاديمية الدولية. فقد استشهدت أبحاثه ودراساته بأكثر من 4,000 مرة من قبل باحثين وخبراء وأكاديميين في جامعات ومراكز بحثية حول العالم، ما يعكس تأثيرًا علميًا عميقًا وموثوقية عالية في إسهاماته البحثية.

ويُعرف الشوافي بتركيزه على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في تحليل الصور الطبية، بهدف تحسين تشخيص الأمراض، خصوصًا السرطان، وتسريع عمليات اتخاذ القرار الطبي، مما يساهم في إنقاذ الأرواح ورفع كفاءة الأنظمة الصحية.

من تعز إلى هيوستن: رحلة علمٍ وإنسانية

يعمل الدكتور الشوافي حاليًا كباحثٍ في مركز أندرسون لأبحاث السرطان، التابع لجامعة تكساس في مدينة هيوستن، وهو أحد أعرق المراكز العالمية في مجال الأورام والطب الدقيق. وهناك، يقود مشاريع بحثية رائدة تهدف إلى دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع التحليل الإشعاعي والباثولوجي، لتقديم حلول ذكية تُحدث نقلة نوعية في الطب الحديث.

ولا يقتصر إنجاز الشوافي على الجانب التقني، بل يمتد ليشمل البعد الإنساني، إذ يرى في علمه وسيلةً لخدمة البشرية، ويعتبر أن التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة الإنسان، لا العكس. وهو بذلك يجسد نموذج العالم المعاصر الذي يجمع بين التميز الأكاديمي والمسؤولية المجتمعية.

"هذا التكريم مسؤولية، وليس وسامًا فقط"

وفي تعليقٍ شخصيٍّ نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي، عبّر الدكتور الشوافي عن فخره بهذا التكريم، لكنه شدد على أنه لا يراه مجرد وسامٍ يُعلق على الصدر، بل مسؤولية علمية وأخلاقية تُلزمه بمواصلة البحث والابتكار.

"هذا التصنيف ليس نهاية الطريق، بل نقطة انطلاق جديدة. ما زلت في بداية رحلتي، والطموح أمامي مفتوح على مصراعيه لصنع اختراقات علمية أكبر، تخدم المرضى وتدفع عجلة المعرفة الإنسانية إلى الأمام."

وأضاف: "أتمنى أن يكون هذا الإنجاز مصدر إلهام للشباب اليمني، ليؤمنوا أن لا شيء مستحيل، حتى لو انطلقت بداياتهم من ظروف صعبة. العلم لا يعرف حدودًا، والموهبة لا تُقاس بمكان الميلاد، بل بحجم الإرادة."

اليمن في لوحة الشرف العالمية.. رسالة أمل وتحدٍ

يأتي هذا التكريم ليضع اسم اليمن في لوحة الشرف العالمية للعلوم، ويؤكد أن العقول اليمنية قادرة على اقتحام أعتى وأصعب مجالات البحث العلمي، وأنها تستطيع أن تُثبت حضورها بين النخب الدولية، حتى في ظل ظروفٍ استثنائية تعيشها البلاد من حروبٍ وانهيارٍ للبنية التحتية التعليمية والبحثية.

إن إنجاز الدكتور أمجد الشوافي ليس فقط إنجازًا فرديًا، بل هو رسالة أملٍ وتحدٍّ لكل شابٍ وشابةٍ في اليمن والعالم العربي، مفادها أن العزيمة والموهبة والعمل الجاد كفيلةٌ بتجاوز كل الحدود، وأن العلم هو جواز السفر الأقوى إلى العالمية.

خلفية سريعة:

  • الاسم: أمجد منير الشوافي
  • الميلاد: تعز، اليمن
  • التخصص: الذكاء الاصطناعي، معالجة الصور الطبية، تحليل البيانات الطبية
  • العمل الحالي: باحث في مركز أندرسون لأبحاث السرطان – هيوستن، تكساس
  • عدد الاستشهادات بأبحاثه: أكثر من 4,000 استشهاد عالمي
  • التكريم: ضمن أفضل 2% من علماء العالم لعام 2025 – تصنيف ستانفورد وإلسيفير

ختامًا...
بينما يغيب الضوء عن اليمن في كثيرٍ من المجالات، يُضيء عقلٌ يمنيٌّ في قلب أمريكا، ليذكّر العالم أن اليمن ما زالت تُنتج عقولًا تُغيّر وجه المستقبل. الدكتور أمجد الشوافي ليس فقط عالمًا متميزًا، بل هو سفيرٌ للإرادة اليمنية، ورمزٌ حيٌّ على أن العلم هو طريق النهوض، مهما كانت الظروف.