المشهد اليمني

أمير قطر يحرج إدارة ”ترامب” ويصفع ”نتنياهو” بشروط مذلة

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 10:31 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

يبدوا ان الرئيس الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية ليس السيد "دونالد ترامب" وإن من يدير الأمور ويحرك دفة القيادة في البيت الأبيض ويسير الأمور في السياسة الخارجية لأمريكا هو مجرم الحرب نتنياهو، وقد بلغت به الصفاقة والوقاحة أن يرسل وزير الخارجية الأمريكي إلى قطر لكي يتوسل لأمير قطر الشيخ "تميم"
إعادة النظر في القرار القطري بالانسحاب من الوساطة لتحقيق السلام في غزة.

رد أمير قطر كان حازما وحاسما، فقد رفض التراجع عن قراره، وأبلغ الوزير الامريكي إن على إسرائيل، وتحديدا "نتنياهو" تقديم اعتذار رسمي عن الهجوم الغادر على العاصمة القطرية الدوحة، وتقديم تعويض مالي لأسرة المواطن القطري الذي استشهد في الهجوم الإسرائيلي.

ورغم التهديدات التي أطلقها نتنياهو عقب الهجوم على قطر بأنه سيكرر الهجوم مرة أخرى، متهما قطر بأنها تأوي إرهابيين، وهذا لعمري هي الصفاقة والوقاحة في أعلى درجاتها، فكيف يحق لمجرم حرب صدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية من قبل الجنائية الدولية، ويده ملطخة بدماء الأبرياء، أن يتحدث عن إرهابيين، لكنه سرعان ما تراجع عن تهديداته الجوفاء وادرك أن الهجوم على قطر كان أمر خاطيء.

وبحسب موقع "إكسيوس" فإن إدارة ترامب ترى أنه من دون وساطة قطر سيكون من الصعب جدا التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب، كما بين الموقع ان الطلب القطري سيسبب حرج كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأشار إلى أن تقديم اعتذار في هذا التوقيت سيكون تراجعا سياسيا بالغ الحساسية بالنسبة لنتنياهو وائتلافه اليميني المتشدد.

أحد المصادر أوضح أن القطريين يدركون التعقيدات السياسية داخل إسرائيل ومستعدون لإبداء مرونة في صياغة الاعتذار، بحيث يركز على مقتل عنصر الأمن القطري، ويتضمن تعويض عائلته والتعهد بعدم انتهاك السيادة القطرية مجددا

ونسب الموقع إلى
مسؤول إسرائيلي رفيع قوله " إن إسرائيل قللت من تقدير حجم الأزمة التي ستسببها مهاجمة قطر، مشيرا إلى أن نتنياهو أدرك أنه أخطأ في الحسابات، خاصة وان إدارة ترامب تسعى إلى خفض التوتر بين إسرائيل وقطر من أجل استئناف مفاوضات غزة.

وبحسب المصادر، فإن طلب الاعتذار جاء من أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" الذي أثار المسألة مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال لقائهما في الدوحة.

أمير قطر والحكومة القطرية، يدركون جيدا ان مجرم الحرب وحكومته الفاشية المتطرفة لا عهد لهم ولا ميثاق، وأنهم يمارسون قانون الغاب غير آبهين للقوانين والأعراف الدولية طالما تحميهم أمريكا من العقاب، إضافة إلى ذلك فإن قطر ليست بحاجة للتعويض فهي ليست دولة فقيرة، لكن طلب أمير قطر كان رسالة واضحة للإدارة الأمريكية لتحذيرها من التورط مع مجرم الحرب الذي سيلحق ضرر بالغ بسمعة أمريكا ويهز مكانتها الدولية، وينتزع ثقة الحلفاء بأمريكا كدولة لا تفي بوعودها ولا تطبق تعهداتها إزاء الدول الحليفة لها وتعجز عن منع اي عدوان سافر تتعرض له هذه الدولة أو تلك، إضافة إلى ذلك فإن الاعتداء على دولة ذات سيادة ستكون عواقبها وخيمة ويهدد الاستقرار والأمن والتعايش السلمي بين مختلف دول العالم.