ماكرون: ترامب سيستحق نوبل للسلام فقط إذا أوقف الحرب في غزة

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موجة واسعة من النقاش في الأوساط السياسية والإعلامية، بعدما أكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يستحق جائزة نوبل للسلام إلا إذا ساهم بشكل مباشر وحاسم في وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة، وجاءت تصريحات ماكرون في وقت حساس تتصاعد فيه الأحداث الميدانية والمعاناة الإنسانية وهو ما جعل كلماته بمثابة رسالة قوية توضح أن الطريق إلى أي إنجاز دبلوماسي حقيقي يمر عبر نتائج ملموسة تنعكس على أرض الواقع، وفي هذا السياق نستعرض أبرز محاور تصريحات ماكرون ورؤيته للحل.
ماكرون يشترط وقف الحرب في غزة
قبل الحديث عن نيل أي جوائز أو اعترافات دولية شدد ماكرون على أن إنهاء الحرب في غزة هو المعيار الأساسي ويمكن تلخيص رؤيته في النقاط التالية:
-
أوضح أن مجرد الرغبة في الحصول على جائزة نوبل لا تكفي، فالجائزة لا تُمنح بالتصريحات وإنما بالفعل المؤثر على حياة الشعوب.
-
أكد أن وقف العمليات العسكرية في غزة يمثل الاختبار الأكبر لترامب إذا كان يسعى فعلاً لتقديم نفسه كصانع سلام.
-
أشار إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أوراق ضغط قوية على إسرائيل، بحكم تزويدها المستمر بالسلاح والمعدات العسكرية.
-
بيّن أن فرنسا لا تملك نفس التأثير المباشر لواشنطن، وهو ما يجعل الإدارة الأميركية الطرف الوحيد القادر على تغيير المعادلة.
-
لفت إلى أن العالم يتطلع إلى مبادرة حقيقية تضع حداً لمعاناة المدنيين وتعيد الأمل بوجود مسار سياسي جديد.
رد ماكرون على تصريحات ترامب
جاءت تصريحات ماكرون كرد مباشر على ما أعلنه ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن استحقاقه لجائزة نوبل وفي هذا الإطار أبرز ما يلي:
-
ترامب تحدث عن إنجازاته الدبلوماسية السابقة باعتبارها سبباً كافياً لنيل الجائزة، لكن ماكرون رفض هذا المنطق.
-
أوضح أن ما يهم المجتمع الدولي هو ما يقدمه أي رئيس اليوم وليس ما أنجزه في الماضي.
-
أكد أن وقف النزاعات الحالية هو المقياس الحقيقي الذي يحدد قيمة القادة ودورهم في إحلال السلام.
-
شدد على أن التصريحات وحدها لا تغير شيئاً طالما لم تقترن بخطوات عملية وملموسة.
-
أضاف أن غزة تمثل التحدي الأكبر حالياً، ومن دون إنهاء الحرب فيها فلن يكون لأي حديث عن السلام معنى حقيقي.
عزل حماس عبر الحل السياسي
تناول ماكرون مسألة التعامل مع حركة حماس بطريقة مغايرة للرؤية الأميركية موضحاً أن الحل لا يكون بالقوة وحدها وتتضح رؤيته في النقاط التالية:
-
رفض ماكرون وصف أي تحرك سياسي بأنه مكافأة لحماس، مؤكداً أن هذا تصور خاطئ.
-
شدد على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة لعزل الحركة وإضعاف نفوذها داخل الساحة.
-
اعتبر أن القضاء على الفكر المتطرف لا يتحقق عبر الضربات العسكرية وحدها، بل ببناء مؤسسات شرعية.
-
أشار إلى أن وجود سلطة شرعية قوية سيضعف دور الفصائل المسلحة ويفتح المجال لحلول دبلوماسية.
-
لفت إلى أن المجتمع الدولي يحتاج إلى مقاربة جديدة تعطي الأولوية للمسار السياسي إلى جانب المعالجات الأمنية.
يتضح من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ملف غزة أصبح نقطة الاختبار الأهم في العلاقات الدولية، وأن أي حديث عن السلام لن يكون له وزن إذا لم يقترن بوقف النزاع الدموي القائم وبينما يحاول ترامب إبراز نفسه كقائد عالمي يستحق جائزة نوبل، فإن ماكرون يضع معياراً صارماً يربط بين الأقوال والأفعال ليؤكد أن السلام لا يصنع بالتصريحات وإنما بالقرارات التي تحفظ حياة الأبرياء وتفتح أفقاً سياسياً جديداً.