المشهد اليمني

مصر تطلق أول مدينة زراعية ذكية في الواحات.... ثورة خضراء في قلب الصحراء

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 11:07 مـ 2 ربيع آخر 1447 هـ
الرى الذكى
الرى الذكى

في خطوة غير مسبوقة نحو تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، أعلنت الحكومة المصرية عن بدء تنفيذ مشروع "الواحة الذكية"، أول مدينة زراعية متكاملة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والري الذكي، وتقع في قلب الواحات البحرية بمحافظة الجيزة.

ويهدف المشروع إلى تحويل الصحراء إلى مركز إنتاج زراعي حديث، عبر زراعة أكثر من 100 ألف فدان باستخدام تقنيات الزراعة الرأسية، والطاقة الشمسية، وتحليل البيانات المناخية، بما يضمن إنتاجًا مستدامًا على مدار العام.

وتشمل المدينة الزراعية الذكية مجتمعات سكنية للعمال والمهندسين، ومراكز بحثية متخصصة في الزراعة الدقيقة، إلى جانب مصانع تعبئة وتغليف، وأسواق تصديرية تربط مباشرة بموانئ البحر الأحمر والمتوسط.

وأكد وزير الزراعة أن المشروع يأتي ضمن خطة الدولة لتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، وتوفير فرص عمل نوعية في مجالات التكنولوجيا الزراعية، مشيرًا إلى أن المدينة ستُدار بالكامل بأنظمة رقمية تراقب جودة التربة، وتتحكم في معدلات الري والتسميد، وتتابع نمو المحاصيل لحظة بلحظة.

ويُتوقع أن تستوعب المدينة أكثر من 50 ألف نسمة خلال المرحلة الأولى، وتُنتج ما يزيد عن 2 مليون طن من الخضروات والفواكه سنويًا، مما يجعلها نموذجًا عالميًا في تحويل التحديات البيئية إلى فرص تنموية.

ظل التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي وتغير المناخ، تتجه مصر نحو تبني حلول مبتكرة لتحويل بيئتها الصحراوية إلى مساحات إنتاجية مستدامة. ويأتي مشروع "الواحة الذكية" كخطوة استراتيجية ضمن رؤية الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتعزيز الصادرات الزراعية عالية الجودة.

يقع المشروع في الواحات البحرية بمحافظة الجيزة، وهي منطقة تتمتع بمقومات طبيعية فريدة، من حيث جودة التربة والمناخ المعتدل، ما يجعلها بيئة مثالية لتطبيق تقنيات الزراعة الحديثة. ويعتمد المشروع على منظومة متكاملة تشمل الزراعة الرأسية، والطاقة الشمسية، والذكاء الاصطناعي، لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الفاقد.

ويُعد هذا التوجه جزءًا من خطة أوسع لتوسيع الرقعة الزراعية في مصر، خاصة في المناطق غير التقليدية، عبر مشروعات قومية مثل "الدلتا الجديدة" و"مستقبل مصر"، التي تهدف إلى إعادة توزيع السكان، وتوفير فرص عمل، وتحقيق تنمية متوازنة بين الريف والحضر.

كما يعكس المشروع التزام الدولة بتطبيق مفاهيم التنمية المستدامة، من خلال دمج البعد البيئي والاجتماعي في التخطيط العمراني، وتوفير خدمات تعليمية وصحية وثقافية داخل المدينة الزراعية، بما يضمن جودة حياة متكاملة للعاملين والمقيمين.

ويُتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في قطاع الزراعة المصري، ويضع البلاد على خريطة الابتكار الزراعي العالمي، خاصة مع التوجه نحو تصدير المعرفة والتقنيات الزراعية إلى الأسواق الناشئة.

أقراأيضا:روسيا ترفع ضريبة القيمة المضافة إلى 22% لتمويل الإنفاق العسكري | المشهد اليمني