تراجع أسعار النحاس عالميًا وسط ترقب إغلاق منجم بيرو وتأثير السياسة النقدية الأمريكية

شهدت أسعار النحاس في الأسواق العالمية تراجعًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مع حالة ترقب من المستثمرين لتطورات إغلاق أحد المناجم الكبرى في بيرو، ثاني أكبر منتج للنحاس على مستوى العالم. كما ساهمت حالة عدم اليقين بشأن توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في زيادة تقلبات سوق المعادن الأساسية.
تأثير إغلاق منجم بيرو على سوق النحاس العالمي
أكدت وكالة رويترز أن المستثمرين يراقبون عن كثب البيانات القادمة من بيرو، حيث أدى التوتر السياسي إلى تأخير تشغيل منجم رئيسي للنحاس. ويتوقع أن ينخفض الإنتاج من هذا المنجم بما يقدر بعشرات الآلاف من الأطنان خلال الربع الأخير من العام، مما قد يؤدي إلى نقص مؤقت في الإمدادات ويؤثر على توازن السوق، ما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع بعد فترة من التراجع.
السياسات النقدية الأمريكية وتأثيرها على أسعار النحاس
يراقب السوق بشدة قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بأسعار الفائدة. فرفع الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعادن، مما يضغط على أسعار النحاس، في حين أن أي إشارات على تباطؤ في السياسة النقدية أو تثبيت الفائدة قد تعزز الطلب على المعادن كأصول آمنة وتدعم ارتفاع الأسعار. يُعتبر النحاس من السلع الحساسة للتغيرات الاقتصادية الأمريكية، نظرًا لاعتماده الكبير في قطاعات البناء والتصنيع.
بيانات السوق وحركة أسعار النحاس اليوم
سجلت عقود النحاس الآجلة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.8% لتتداول عند حوالي 10,250 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن. ويجمع المحللون على أن السوق تواجه ضغوطًا متباينة بين المخاوف من نقص الإمدادات جراء إغلاق منجم بيرو والقلق من تراجع الطلب العالمي في حال رفع الفائدة الأمريكية.
التحديات والفرص في سوق النحاس
تُظهر الأسواق هشاشة في التوازن بين العرض والطلب، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع جودة الخامات في المناجم التقليدية. يراقب المستثمرون أيضًا مشاريع التوسع في مناجم أخرى مثل منجم غراسبرغ في إندونيسيا، الذي قد يعوض جزءًا من النقص المتوقع في الإمدادات.
توقعات أسعار النحاس في المستقبل القريب
من المتوقع أن تستمر أسعار النحاس في التذبذب خلال الأسابيع القادمة حتى صدور قرارات الفائدة الرسمية في الولايات المتحدة، مع متابعة مستمرة لإنتاج المناجم الكبرى في بيرو وإندونيسيا. كما يمكن أن تدعم زيادة التصدير الصيني والطلب الصناعي على النحاس، خاصة في قطاعات الكهرباء والإلكترونيات، ارتفاع الأسعار، بينما قد تؤدي التوترات الجيوسياسية أو تعطيلات مفاجئة إلى صعود حاد في الأسعار.
أهمية متابعة سوق النحاس في ظل التقلبات العالمية
يبقى النحاس سلعة استراتيجية تعكس بشكل مباشر التغيرات الاقتصادية العالمية، التوترات الجيوسياسية، والسياسات النقدية. لذا، فإن مراقبة مؤشرات العرض والطلب ومستجدات المناجم الكبرى أمر ضروري لفهم توجهات الأسعار المستقبلية في السوق.