المشهد اليمني

دراسات حديثة تكشف.. القراءة اليومية قد تطيل العمر وتحمي من الخرف

الخميس 25 سبتمبر 2025 03:08 مـ 3 ربيع آخر 1447 هـ
دراسات حديثة تكشف
دراسات حديثة تكشف

في عصر يسيطر فيه الترفيه الرقمي على أوقات الكثيرين، تعود القراءة لتؤكد مكانتها كأحد أهم الأنشطة الذهنية التي لا تقتصر فوائدها على المعرفة فقط، بل تمتد لتشمل الصحة العقلية والجسدية وطول العمر.

القراءة كوسيلة لإطالة العمر

أشارت دراسة بارزة نُشرت عام 2016 في مجلة العلوم الاجتماعية والطب إلى أن الأشخاص الذين يقرأون الكتب بانتظام يعيشون فترة أطول مقارنة بغير القراء. وقد تابع الباحثون في جامعة ييل أكثر من 3635 شخصًا فوق سن الخمسين لمدة 12 عامًا، ليجدوا أن من يقرأون لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا عاشوا في المتوسط 23 شهرًا أطول من غير القراء، حتى بعد ضبط عوامل مثل العمر، الجنس، مستوى التعليم، والحالة الصحية.

ومن اللافت أن قراءة الكتب كانت أكثر فاعلية من تصفح الصحف أو المجلات، إذ أظهرت أنها تمنح الدماغ تحديًا إدراكيًا أعمق، يتطلب تركيزًا أطول ومشاركة أكثر نشاطًا، وهو ما يعزز الفوائد الصحية على المدى الطويل.

تأثير القراءة على صحة الدماغ

يؤكد الدكتور جوناثان جراف-رادفورد، أخصائي علم الأعصاب السلوكي، أن القراءة المنتظمة تعد من أهم الأنشطة التي تساهم في الحفاظ على الاحتياطي المعرفي. وهذا المفهوم يشير إلى قدرة الدماغ على تعويض آثار الشيخوخة أو الإصابات، ما يساعد في تأخير ظهور أعراض التدهور المعرفي وفقدان الذاكرة.

وقد دعمت دراسات طويلة المدى هذه النتائج؛ إذ تابعت إحداها كبار السن لأكثر من 14 عامًا، وخلصت إلى أن الذين يقرأون مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالتدهور المعرفي مقارنة بغير القراء. كما وجدت دراسة في علم الأعصاب أن كبار السن الذين ظلوا نشطين عقليًا عبر القراءة أو الكتابة أو ممارسة الألعاب العقلية، ظهرت عليهم أعراض ألزهايمر بعد تأخير يقترب من خمس سنوات مقارنة بغيرهم.

القراءة وتقليل التوتر

لا تقتصر فوائد القراءة على الدماغ فقط، بل تمتد لتشمل الصحة العامة. فهناك أدلة على أن القراءة اليومية تساعد على خفض مستويات التوتر، مما يقلل بدوره من الالتهابات في الجسم ويعزز جهاز المناعة. كما تساهم القراءة في تحسين اليقظة الذهنية، وتعزيز التعاطف مع الآخرين من خلال الانغماس في قصص وتجارب مختلفة.

وبالإضافة إلى ذلك، تُعتبر القراءة نشاطًا بعيدًا عن الشاشات الإلكترونية، ما يمنح العقل والجسم فترة من الراحة من التأثيرات السلبية للاستخدام المفرط للأجهزة الذكية.

كيف تجعل القراءة عادة يومية؟

حتى وإن كنت من الأشخاص المنشغلين، يمكنك تحويل القراءة إلى عادة ثابتة عبر خطوات بسيطة:

  • ابدأ تدريجيًا: خصص 10–20 دقيقة يوميًا للقراءة.

  • ادمجها في روتينك: اقرأ أثناء شرب القهوة الصباحية أو قبل النوم.

  • احمل كتابًا معك دائمًا: استغل أوقات الانتظار لقراءة بضع صفحات.

  • شارك الآخرين: انضم إلى نادٍ للقراءة سواء افتراضي أو حضوري لتعزيز الالتزام.

القراءة ليست مجرد هواية ممتعة، بل هي استثمار طويل الأمد في صحة الدماغ والجسم والعمر، ومع تزايد الأبحاث التي تربط القراءة بانخفاض مخاطر الخرف والتوتر، فإن تخصيص بضع دقائق يوميًا للقراءة قد يكون من أبسط الطرق وأكثرها فعالية لتحسين حياتك على جميع المستويات.