علاج الضمور البقعي المرتبط بالعمر باستخدام الخلايا الجذعية.. نتائج أولية واعدة

أجرى باحثون من جامعة ميتشيجان الأمريكية دراسة جديدة تهدف إلى علاج الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD) باستخدام الخلايا الجذعية، في خطوة واعدة قد تفتح آفاقًا جديدة لاستعادة الرؤية لدى المصابين بهذا المرض.
ما هو الضمور البقعي المرتبط بالعمر؟
الضمور البقعي المرتبط بالعمر هو مرض يصيب الأشخاص فوق سن الستين، ويؤثر على الجزء المركزي من شبكية العين، وهو الجزء المسؤول عن الرؤية الدقيقة ورؤية الألوان. وعلى الرغم من أن المصابين قد يفقدون القدرة على رؤية الأشياء أمامهم مباشرة، إلا أن الرؤية المحيطية عادة لا تتأثر.
ينقسم الضمور البقعي إلى نوعين:
-
الجاف: يمثل أكثر من 90% من الحالات، وينجم عن فقدان الخلايا الصبغية الظهارية في الشبكية.
-
المرطب: أقل شيوعًا، وأكثر خطورة، ويتميز بتكوّن أوعية دموية جديدة تتسرب منها السوائل إلى الشبكية.
العلاجات الحالية تعمل على تأخير تقدم المرض، لكنها لا تستعيد البصر المفقود.
تفاصيل الدراسة
نُشرت الدراسة في مجلة Cell Stem Cell، وركزت على استخدام خلايا جذعية صبغية شبكية مشتقة من أنسجة عين بالغة بعد الوفاة. الهدف من التجربة السريرية في المرحلة الأولى والثانية كان تقييم سلامة التدخل العلاجي ومدى إمكانية استعادة الرؤية جزئيًا.
-
تلقى ستة مرضى مصابون بالضمور البقعي الجاف المتقدم 50 ألف خلية جذعية عبر عملية جراحية في العين.
-
تم تصميم الخلايا الجذعية لتصبح خلايا ظهارية صبغية شبكية فقط، ولا يمكنها التحول لأنواع أخرى.
-
كانت النتائج الأولية مطمئنة من حيث السلامة، إذ لم تحدث أي التهابات خطيرة أو أورام متعددة.
نتائج واعدة في الرؤية
أظهر المرضى الذين تلقوا زرع الخلايا الجذعية في إحدى العينين تحسنًا في الرؤية بالعين المعالجة، بينما لم تشهد العين الأخرى أي تحسن، مما يشير إلى فعالية محتملة للعلاج.
-
لوحظ تحسن أكبر لدى المرضى الأكثر تضررًا، وهو ما يفتح الباب أمام استخدام الخلايا الجذعية في حالات الضمور الجاف المتقدم التي يصعب علاجها.
-
الآن، يتابع الفريق 12 مريضًا آخر تلقوا جرعات متوسطة تتراوح بين 150 ألف و250 ألف خلية، لدراسة تأثير الجرعة الأكبر على استعادة الرؤية.
أهمية الدراسة
تمثل هذه الدراسة أول خطوة سريرية مهمة نحو تطوير علاج قادر على استعادة الرؤية وليس مجرد تأخير فقدانها، خصوصًا للمرضى الذين يعانون من الضمور البقعي الجاف المتقدم، والذي لا يوجد له علاج فعال حاليًا.
يأمل الباحثون أن تفتح هذه التجارب المجال أمام علاجات مستقبلية تعتمد على الخلايا الجذعية، مما قد يحدث ثورة في علاج أمراض الشبكية المزمنة واستعادة البصر لدى ملايين الأشخاص حول العالم.