المشهد اليمني

”ليس كل جرح يُرى... جندي في تعز يروي كيف حوّل اغتيال أفتهان المشهري حياته رأسًا على عقب”

الخميس 25 سبتمبر 2025 08:43 مـ 3 ربيع آخر 1447 هـ
المشهري رحمها الله
المشهري رحمها الله

كشف جندي يخدم في قوات الأمن بمدينة تعز، عن موقف إنساني صعب عاشه في أعقاب اغتيال أفتهان المشهري، حيث رفضت زوجته السماح له بدخول منزله طوال أسبوع كامل، في تعبيرٍ عن غضبها وحزنها على فقدان المشهري .

وأفاد الجندي يوسف الدهش، في تصريحات صحفية، قائلاً: "منذ لحظة اغتيال أفتهان المشهري، رفضت زوجتي أن أدخل البيت، واستمر هذا الرفض طوال أسبوع كامل"، مضيفاً بتأثرٍ: "كانت تنظر إلينا وتسألنا: أين القتلة؟ لماذا لا يتم القبض عليهم؟"، في إشارةٍ إلى حالة الغضب الشعبي والأسري التي أثارها الاغتيال الذي هزّ أوساط المجتمع المحلي.

وأوضح الدهش أن زوجته، شأنها شأن العديد من أسر العسكريين في مناطق النزاع، تعيش حالة قلق دائم على سلامة زوجها، خاصةً في ظل تصاعد الاغتيالات التي تستهدف منتسبي الأمن والجيش في محافظة تعز، والتي بقيت لسنوات ساحةً لصراعات متشابكة دون أن تُحقَّق العدالة في معظم جرائمها.

وأكد الجندي أن تلك التجربة كانت صعبة عليه نفسيًا، لكنها في الوقت ذاته دفعته إلى مزيد من الالتزام بواجبه، قائلاً: "سأعود إلى المنزل ورأسي مرفوع الآن، لأنني أعلم أن ما نقوم به ليس فقط وظيفة، بل واجبٌ وطني في وجه الفوضى والجريمة".

ويأتي كلام الدهش في وقتٍ تشهد فيه محافظة تعز تصاعدًا في عمليات الاغتيال والتصفية التي تستهدف عناصر الأمن والمجتمع المدني، دون أن تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، أو تُحقَّق نتائج ملموسة في كشف مرتكبيها، ما يعمّق شعور الإحباط لدى المواطنين والعسكريين على حدٍ سواء.

ويُعدّ اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بتعز أفتهان المشهري واحدًا من سلسلة جرائم مماثلة أثارت موجة غضب واسعة في أوساط المجتمع، ودفعت نشطاء حقوقيين ومدنيين إلى المطالبة بتحقيقات عاجلة وشفافة لكشف الجناة وتقديمهم للعدالة، لوقف نزيف الدم الذي يطال أبناء المحافظة يومًا بعد يوم.