المشهد اليمني

”يحتفلون بـ21 سبتمبر.. ويُجرّمون 26 سبتمبر: ازدواجية الحوثي التي لا تُحتمل!”

الخميس 25 سبتمبر 2025 11:18 مـ 3 ربيع آخر 1447 هـ
تعبيرية
تعبيرية

وجّه المحامي اليمني البارز عبدالمجيد صبرة انتقادات لاذعة لجماعة الحوثي، متهماً إياها بممارسة "ازدواجية صارخة في المعايير" فيما يتعلق بالتعبير عن الرأي والاحتفاء بالأحداث التاريخية، مؤكدًا أن الجماعة تسمح لأنصارها بإقامة فعاليات دعائية واسعة النطاق للاحتفاء بما تسميه "ثورة 21 سبتمبر"، في حين تُجرّم أي مظاهر تعبير عن الفرح أو الاحتفاء بـ"ثورة 26 سبتمبر"، التي يُجمع اليمنيون على اعتبارها رمزًا وطنيًا لتحرير البلاد من حكم الإمامة البائد.

وأوضح صبرة، في تصريحات صحفية، أن جماعة الحوثي نظمت مؤخرًا أمسية دعائية في جامع الخير وسط العاصمة صنعاء، خصصتها للترويج لما تسميه "إنجازات ثورة 21 سبتمبر"، حيث شهدت الأمسية إطلاق "الصرخة الحوثية" بشكل جماعي، وسط حضور أمني ولوجستي مكثف، دون أي اعتراض أو تدخل من السلطات الحوثية التي تسيطر على العاصمة منذ نحو عقد.

في المقابل، أشار المحامي إلى أن أي محاولة من المواطنين – ولو كانت رمزية – للتعبير عن فخرهم أو احتفائهم بذكرى "ثورة 26 سبتمبر"، مثل نشر صورة أو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، تُقابل من قبل الجماعة باتهامات جاهزة كالـ"عمالة"، و"الارتهان للخارج"، بل وقد تصل إلى التهديد بالاعتقال أو التضييق الأمني.

وقال صبرة بلهجة حادة:
"نحن نعلم تمامًا سبب عدائكم المستتر لثورة 26 سبتمبر، مهما حاولتم تغطيته بخطابات وطنية زائفة. فثورة 26 سبتمبر لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت نهضة وطنية أعادت للإنسان اليمني كرامته، وحرّرته من قيود الإمامة التي كانت تُقدّس الأشخاص وتحبس العقول. كما أنها عرّفته بدينه الصحيح، بعيدًا عن الخرافات والأساطير التي كانت تُروّجها سلطة الإمامة المطلقة".

وأضاف:
"من الغريب أن جماعة تدّعي الانتماء للهوية اليمنية، تمنع شعبًا بأكمله من الاحتفاء بذكرى تحرره، بينما تُطلق يد أنصارها للاحتفاء بأحداث تُعيد إنتاج أشكال جديدة من الاستبداد باسم الدين والهوية".

وتأتي تصريحات صبرة في سياق تصاعد التوترات الرمزية والسياسية في مناطق سيطرة الحوثيين، مع اقتراب الذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر (1962)، التي يحتفل بها اليمنيون كرمز لتأسيس الجمهورية ونهاية الحكم الإمامي. وغالبًا ما تشهد هذه الفترة حملات تضييق أمنية من الجماعة على النشطاء والمواطنين الذين يعبرون عن دعمهم لهذه الذكرى عبر وسائل التواصل أو في الأوساط الاجتماعية.

ويُعدّ عبدالمجيد صبرة من أبرز الوجوه القانونية والحقوقية التي تنتقد ممارسات جماعة الحوثي، وقد سبق أن تعرّض للتهديد والملاحقة بسبب مواقفه المعلنة دفاعًا عن الحريات العامة وحقوق الإنسان في مناطق سيطرة الجماعة.