المشهد اليمني

”غمزةٌ واحدة من وزير الخارجية السوري تُنهي محاولة مراسلة ”قسد” للحديث مع الرئيس الشرع!”

الجمعة 26 سبتمبر 2025 02:20 صـ 4 ربيع آخر 1447 هـ
الشرع مع الصحفية
الشرع مع الصحفية

وثّق مقطع فيديو متداول ردة فعل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تجاه مراسلة تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أثناء محاولة الأخيرة طرح سؤال على الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأظهر المقطع، الذي استمر نحو دقيقة و16 ثانية، اللحظة التي توجّهت فيها المراسلة نحو الرئيس الشرع، الذي كان يقف في حديثٍ جانبي مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في محاولة لطرح سؤالٍ صحفي عليه. لكن قبل أن تتمكن من توجيه سؤالها، تدخّل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بشكلٍ لافت، حيث وجّه إليها إشارة غير لفظية – وُصفت بأنها "غمزة" أو إيماءة رافضة – تُفهم منها رفض السماح لها بالاقتراب أو طرح أي استفسار.

وفي تفاعلٍ سريع، تدخّل أمير قطر قائلاً بصوتٍ واضح: "هل يمكننا التحدث لاحقاً؟ تواصلي مع الشيباني."، في إشارةٍ إلى أن أي تواصل إعلامي يجب أن يمر عبر القنوات الرسمية المتمثلة بوزير الخارجية.

ويأتي هذا الموقف في سياق حساس للغاية، إذ تُعد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) كياناً لا تعترف به الحكومة السورية، وتعتبره جزءاً من ما تصفه بـ"المجموعات الانفصالية" التي تدعمها قوى أجنبية، خصوصاً الولايات المتحدة. وغالباً ما ترفض الوفود الرسمية السورية أي تفاعل مباشر مع وسائل إعلام أو ممثلين يُنظر إليهم على أنهم مرتبطون بـ"قسد"، باعتبار ذلك اعترافاً ضمنياً بشرعيتهم.

ويُعد ظهور الرئيس المؤقت أحمد الشرع في الأمم المتحدة، إلى جانب وزير خارجيته أسعد الشيباني، جزءاً من جهود الدبلوماسية السورية الجديدة لإعادة تأهيل صورتها الدولية بعد سقوط نظام بشار الأسد، في ظل تحوّلات سياسية كبيرة تشهدها البلاد. ويعكس الموقف الموثّق في الفيديو الحذر الشديد الذي تتعامل به القيادة السورية الجديدة مع أي محاولات لمنح شرعية إعلامية أو سياسية لأطراف ترى أنها تهدّد وحدة الدولة السورية.

وانتشر المقطع بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، مُثيراً جدلاً واسعاً بين المتابعين، بين من اعتبر تصرّف الشيباني "تمسكاً بالسيادة الوطنية"، ومن رآه "تقييداً لحرية الصحافة"، في حين رحّبت أوساط سورية رسمية بحزم وزير الخارجية في التعامل مع ما وصفته بـ"محاولات اختراق دبلوماسي".