”من على منابر المساجد: معركة الوعي ضد الحوثي أشدّ فتكًا من السلاح”

في إطار التفاعل الوطني مع الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، خصّص خطباء المساجد في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية خطبتي صلاة الجمعة اليوم لإحياء معاني الثورتين العظيمتين: 26 سبتمبر و14 أكتوبر، تنفيذًا لتعميم صادر عن وزارة الأوقاف والإرشاد.
وجاءت الخطب موحّدة في رسالتها، داعيةً إلى استلهام دروس التاريخ في مواجهة التحديات الراهنة التي يخوضها الشعب اليمني ضد ما وصفوه بـ"الإمامة الجديدة" المتمثلة في ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
وأكد الخطباء أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن مجرد حدثٍ تاريخي، بل كانت نقلةً حضاريةً أرست قواعد الجمهورية الحديثة، وأنهت حقبةً من الحكم الإمامي الكهنوتي الذي اتسم بالتمييز والقمع والإقصاء.
وأشاروا إلى أن قيم هذه الثورة — كالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص — تظل الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه مستقبل اليمن، مشيدين بالتضحيات الجسام التي قدّمها أجداد الأمة من الثوار الأحرار الذين سطّروا ملاحم بطولية في سبيل تحرير الوطن من ربقة الاستبداد.
وفي سياق متصل، ربط الخطباء بين واقع اليمن اليوم وما سبق ثورة 1962، موضحين أن البلاد تمر بظروفٍ استثنائيةٍ في جميع مناحي الحياة — اقتصاديًا، إنسانيًا، وأمنيًا — نتيجة الانقلاب الحوثي على الشرعية والمؤسسات الجمهورية.
وحمّلوا الميليشيات مسؤولية ارتكاب أفظع الجرائم بحق الشعب، من سفك للدماء وانتهاك للحرمات، مشددين على أن هذه الممارسات تتنافى تمامًا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الاعتدال والوسطية ويرفض التطرف والتعصب.
كما حذّر الخطباء من محاولات الحوثيين إعادة إنتاج الإمامة عبر ترسيخ الخرافات، وتقسيم المجتمع إلى طبقاتٍ على أساس الولاء العقائدي والانتماء السلالي، في مسعىٍ لطمس الهوية الوطنية والعقيدة الإسلامية السنية، وعزل اليمن عن محيطه العربي والإسلامي لتحويله إلى "ولاية إيرانية" تُدار وفق فكرٍ طائفيٍّ يدّعي "الحق الإلهي في الحكم".
وفي ختام خطبهم، دعا الخطباء إلى تعزيز روح التلاحم الوطني والاصطفاف الجماهيري ضد المشروع الحوثي، مؤكدين أن "معركة الوعي" لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية التي تخوضها القوات المسلحة والمقاومة الشعبية. وشدّدوا على ضرورة التوعية المستمرة بخطر الفكر الحوثي وخرافاته، باعتبارها سلاحًا لا يقل فتكًا عن السلاح العسكري في معركة استعادة الجمهورية وبناء الدولة المدنية الحديثة.