ارتفاع صادم في سعر ”الروتي” بعدن: قرص الخبز يلامس حاجز المئة ريال وسط استياء شعبي واسع

شهدت عددٌ من الأفران والمخابز في العاصمة المؤقتة عدن، خلال الساعات الماضية، ارتفاعًا مفاجئًا وغير مسبوق في سعر قرص الخبز الشعبي المعروف محليًّا بـ"الروتي"، ليصل إلى 100 ريال يمني للقرص الواحد، في تطورٍ يثبت ارتفاع للاسعار رغم استقرار اسعار الصرف ، ويُنذر بتفاقم الأزمة المعيشية التي يعاني منها سكان المدينة.
ويُعد الروتي من أبرز مكونات المائدة اليومية للغالبية العظمى من الأسر العدنية، خصوصًا تلك محدودة الدخل، لما يتميّز به من سعرٍ زهيد نسبيًّا مقارنةً ببقية أنواع الخبز. لكن هذا الارتفاع الحاد حوّله من سلعة أساسية في متناول الجميع إلى عبءٍ جديد يُثقل كاهل الأسر التي تكافح أصلاً لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتها في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار القدرة الشرائية.
وأعرب مواطنون عن استيائهم وقلقهم من هذه الخطوة، مشيرين إلى أن الزيادة جاءت دون سابق إنذار، وفي وقتٍ تشهد فيه أسواق المدينة ارتفاعًا متواصلًا في أسعار السلع الأساسية، من بينها الوقود، والغاز، والخضروات.
من جهتهم، برّر أصحاب المخابز والمعجنات هذه الزيادة بارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير، مشيرين إلى أن أسعار الدقيق المستورد — وهو المكوّن الرئيسي في صناعة الروتي — سجّلت قفزات متتالية خلال الأسابيع الماضية، نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن.
كما أشاروا إلى أن ارتفاع أسعار الوقود، الذي يُستخدم في تشغيل الأفران، بالإضافة إلى ارتفاع أجور العمالة وتكاليف الكهرباء والمياه، دفعهم إلى اتخاذ قرارٍ "مرّ" لضمان استمرار عمل منشآتهم.
وأكّد أحد أصحاب المخابز في مديرية كريتر أن "الوضع لم يعد يحتمل، فنحن نشتري كيس الدقيق بأسعار خيالية، والوقود يرتفع يومًا بعد يوم، ولا يمكننا الاستمرار في البيع بخسارة".
وأضاف: "لم نكن نرغب في رفع السعر، لكن الظروف أجبرتنا على ذلك، ونحن نقدّر معاناة الناس، لكننا أيضًا نعاني".
وإزاء هذا الوضع، يطالب سكان عدن الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصناعة والتجارة والسلطة المحلية في المحافظة، بالتدخل العاجل لضبط الأسواق، وفرض رقابة صارمة على الأسعار، ودعم مدخلات الإنتاج الأساسية مثل الدقيق والوقود، لتفادي مزيد من التدهور في الوضع المعيشي الذي يهدّد بكارثة إنسانية وشيكة.