وزير الخارجية يبحث مع رئيسة مجموعة الأزمات الدولية مستجدات الأوضاع في اليمن وأمن البحر الأحمر

التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور شائع الزنداني، اليوم، الدكتورة كومفورت إيرو، الرئيس التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية، في لقاء ركّز على تبادل الرؤى حول التطورات السياسية والأمنية الراهنة في اليمن، وتداعياتها الإقليمية والدولية، لا سيما في ما يتعلق بأمن الملاحة في البحر الأحمر.
وخلال اللقاء، قدّم الوزير الزنداني عرضاً شاملاً لأبرز المستجدات على الساحة اليمنية، مشدداً على التزام الحكومة اليمنية الثابت بخيار السلام، وسعيها الدؤوب لتحقيق تسوية سياسية شاملة تُنهي معاناة الشعب اليمني. وأشار إلى التنازلات الكبيرة التي قدّمتها الحكومة في أكثر من محفل دولي وإقليمي، سعياً منها لبناء جسور الثقة ودفع العملية السياسية قدماً، رغم التحديات الجسيمة التي تواجهها.
وأكد الدكتور الزنداني أن تعنت المليشيات الحوثية، التي وصفها بـ"الإرهابية"، ورفضها المتكرر لكافة المبادرات والجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام، لا يُشكّل تهديداً لليمن فحسب، بل يمثّل خطراً متصاعداً على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، بل وعلى المصالح الدولية، خصوصاً في ظل تصاعد الاعتداءات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والتي تعرّض طرق التجارة العالمية للاضطراب وتهدد الاقتصاد العالمي.
وأشار الوزير إلى أن استمرار هذه المليشيات في تبنّي خطاب الحرب ورفض الحوار، يعكس رفضها لأي حلول سلمية، ويؤكد أن أجندة هذه الجماعة لا تخدم مصلحة اليمنيين، بل تُوظّف كأداة لخدمة أجندات خارجية تهدد الأمن القومي العربي والدولي.
من جانبها، استمعت الدكتورة كومفورت إيرو إلى شرح مفصل حول الرؤية الحكومية للحل السياسي، وعبّرت عن تقدير مجموعة الأزمات الدولية للجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية من أجل السلام، مشيرة إلى أهمية دعم المبادرات التي تعزز الاستقرار وتحفظ وحدة اليمن وأمنه.
وحضر اللقاء السفير عبدالله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، الذي سلّط بدوره الضوء على الجهود الدبلوماسية التي تبذلها البعثة اليمنية في نيويورك لحشد الدعم الدولي ضد الانتهاكات الحوثية، وتعزيز الموقف الدولي الداعم للحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2216.
ويأتي هذا اللقاء في سياق سلسلة من اللقاءات التي يعقدها وزير الخارجية مع ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، بهدف تسليط الضوء على حقيقة الأزمة اليمنية، وفضح ممارسات المليشيات الحوثية، وحشد الدعم الدولي لجهود الحكومة الشرعية في استعادة الدولة وتحقيق السلام العادل والشامل.