المشهد اليمني

من شدة الفرح.. وفاة عريس مصري خلال حفل زفافه ليلة الخميس أمام المعازيم (شاهد)

السبت 27 سبتمبر 2025 11:34 مـ 5 ربيع آخر 1447 هـ
من شدة الفرح.. وفاة عريس مصري خلال حفل زفافه ليلة الخميس أمام المعازيم (شاهد)

في مشهد مأساوي لا يُنسى، ليلة الخميس الماضي، لفظ شاب أنفاسه الأخيرة وهو يؤدي رقصة زفافه أمام عروسه وأهله والمعازيم، بعد أن باغتته سكتة قلبية مفاجئة حولت ليلة العمر إلى لحظة وداع، والزغاريد إلى نواح، والفرح إلى عزاء.

الضحية المصري، أشرف حاكم، المعروف بلقب "أبو حاكم"، كان في مقتبل العمر وينحدر من منطقة الرمد بحي أرمَد الشرقي بمدينة كوم أمبو شمال محافظة أسوان. وبحسب روايات أقاربه وأصدقائه، لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية ظاهرة، ولم يشكُ من أعراض قلبية سابقة، بل كان يستعد بحماس لبداية حياته الزوجية.

قبل يومين من الحادثة، أشار أشرف في مكالمة هاتفية مع أحد أصدقائه إلى شعور غريب، قائلاً: "اللقاء نصيب يا سيد أخوك"، وهي عبارة أعادت تداولها مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاته، واعتُبرت بمثابة نبوءة غير مفهومة تحققت بشكل مفاجئ.

مساء الخميس 25 سبتمبر، وصل أشرف إلى قاعة الأفراح مرتديًا بدلته البيضاء، وسط أجواء احتفالية صاخبة، محاطًا بعروسه وأهله وأصدقائه الذين رقصوا على أنغام الطبل البلدي. وبعد دقائق قليلة من بدء الزفة، سقط أرضًا فاقدًا للوعي، وسط ذهول الحاضرين الذين تحولت فرحتهم إلى صدمة جماعية.

شهود عيان وصفوا اللحظة بأنها كانت مفعمة بالحياة، قبل أن تنقلب فجأة إلى رعب، فيما وثّقت كاميرات المعازيم اللحظة المؤلمة التي حاول فيها الأهل إسعافه يدويًا، قبل نقله على وجه السرعة إلى مستشفى كوم أمبو المركزي، وهو لا يزال يرتدي زي الزفاف.

في المستشفى، بذل الطاقم الطبي جهودًا عاجلة لإنعاشه، لكن الأطباء أعلنوا وفاته بعد دقائق، مؤكدين أن السبب هو سكتة قلبية حادة ومفاجئة ناتجة عن توقف ضربات القلب. ووفقًا لتقرير طبي أولي، لم يكن لدى أشرف أي تاريخ مرضي يشير إلى مشاكل قلبية، ما جعل الحادثة أكثر غموضًا وألمًا.

الحادثة أثارت نقاشًا طبيًا حول ما يُعرف بـ"متلازمة القلب السعيد" (Takotsubo cardiomyopathy)، وهي حالة نادرة تحدث نتيجة مشاعر إيجابية مفرطة مثل الفرح أو الإثارة، وقد تؤدي إلى ضعف مؤقت في عضلة القلب. دراسة سويسرية نُشرت في مجلة Circulation، شملت 1,750 حالة، أشارت إلى أن هذه الظاهرة قد تحدث في مناسبات سعيدة كحفلات الزفاف، وتؤدي إلى الوفاة في نحو 5% من الحالات.

في مدينة كوم أمبو، خيّم الحزن على الأهالي، وتحولت قاعة الزفاف إلى ساحة عزاء، فيما امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات التعزية والصدمة، في وداع عريس لم تكتمل فرحته.