المشهد اليمني

هل خان بعض القادة روح المقاومة؟ مقرب من الانتقالي الجنوبي يوجّه رسالة صريحة لـ”من حولوا النضال إلى وظيفة”

الإثنين 29 سبتمبر 2025 09:25 مـ 7 ربيع آخر 1447 هـ
الانتقالي الجنوبي
الانتقالي الجنوبي

في تصريحٍ حمل في طيّاته عبق التضحية ونبرة الوفاء، أكد السياسي البارز المقرب من الانتقالي الجنوبي الدكتور حسين لقور أن "الأبطال الحقيقيين في مسيرة الثورة والمقاومة الجنوبية هم أولئك الشهداء والمقاتلون والمناضلون الذين رحلوا بصمت، تاركين خلفهم دماءً زكية وذكريات مجدٍ لا تُمحى من سجل التاريخ".

وأوضح لقور، في حديثٍ صحفي، أن التضحيات التي قدّمها هؤلاء الأبطال لم تكن من أجل مكاسب مادية أو مراكز نفوذ، بل كانت انبعاثًا من وعي وطني عميق وإيمانٍ راسخ بعدالة القضية الجنوبية، مشيرًا إلى أن "صمتهم بعد رحيلهم كان أبلغ من كل خطاب، ودماؤهم كانت الحبر الذي كُتبت به صفحات العزّ والكرامة".

وانتقد لقور بشدة ما وصفه بـ"ظاهرة التحوّل إلى جنود أو موظفين في طابور المكافآت"، موضحًا أن "من يتسابقون اليوم على الحقوق المالية والوظائف والهبات باسم المقاومة، لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال وصفهم بالمقاومين الحقيقيين". وأضاف: "هؤلاء جنود محترفون أنهوا خدمتهم وتلقّوا مقابلها ما يستحقونه، ولا ننكر فضلهم، لكنهم ليسوا من صنعوا روح المقاومة ولا من حملوا لواء التضحية بلا مقابل".

وذهب لقور أبعد من ذلك، حين وجّه انتقادًا مبطنًا إلى بعض القيادات التي تصدرت المشهد السياسي بعد انتصار المقاومة، ولا سيما في المجلس الانتقالي الجنوبي، ملمّحًا إلى أن "من سيطروا على مفاصل القرار بعد التضحيات الجسام، سارعوا إلى تأمين مكاسبهم المادية والوظيفية، وحوّلوا ما كان يومًا نضالًا مقدّسًا إلى وسيلة للارتزاق والمنافع الشخصية".

وأشار إلى أن "المقاومين الشرفاء—سواء من استُشهدوا أو ما زالوا على قيد الحياة—هم وحدهم من صاغوا معنى البطولة الحقيقية، بصدقهم، وتجرّدهم، ورفضهم المتاجرة بدماء الشهداء أو تحويل النضال إلى سلعة في بازار المنافع"، مضيفًا أن "الجنوب اليوم يعاني من اغترابٍ داخلي، حيث باتت الولاءات الفردية والمصالح الضيقة تطغى على المصلحة الوطنية الجامعة".

ودعا لقور إلى إعادة الاعتبار للقيم الوطنية التي قامت عليها المقاومة الجنوبية، محذرًا من "انزلاق الخطاب الوطني إلى مزالق المصالح الشخصية"، ومؤكدًا أن "الجنوب لن ينهض إلا بسواعد أبنائه المخلصين الذين يضعون الوطن فوق كل اعتبار".

وأختتم تصريحه برسالةٍ واضحة: "لن ننسى من رحلوا، ولن نساوم على ذكراهم، فهم الضمير الحيّ لأمتنا، وهم من يرسمون لنا طريق المستقبل بدمائهم التي لا تجف".