ما وراء رسالة ”فداءً للأحمر”: لغز انهاء شاب يمني لحياته يُربك المتابعين

أثار انتحار شاب في مدينة تعز، جنوب غرب اليمن، موجة من الصدمة والجدل على المستويين المجتمعي والإعلامي، بعد أن عُثر عليه مشنوقًا داخل منزله، تاركًا وراءه رسالة مكتوبة بخط يده جاء فيها: "شنقت نفسي برضائي واختياري فداءً للأحمر"، في عبارة أثارت تكهنات واسعة حول دلالاتها ودوافعها.
وأفادت مصادر محلية لمراسلنا أن الضحية هو ماهر محمد سعيد نعمان، شاب في أوائل العشرينيات من عمره، يعمل في أحد مطاعم الشاورما بمدينة تعز. وأضافت المصادر أن الجيران اكتشفوا جثته صباح اليوم داخل غرفته بعد تأخره عن الذهاب إلى عمله، ليتبين لاحقًا أنه أقدم على الانتحار باستخدام حبل مربوط بإحدى النوافذ.
وبحسب شهود عيان وأقارب الضحية، فإن ماهر كان يُمضي ساعات طويلة يوميًا في ممارسة لعبة الفيديو الشهيرة "ببجي" (PUBG)، ما دفع مراقبين ومختصين نفسيين إلى ربط حالته النفسية المتدهورة بإدمانه على الألعاب الإلكترونية، التي قد تُفقِد اللاعب إحساسه بالواقع وتُضعف تواصله الاجتماعي، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الشباب في مناطق النزاع مثل تعز.
وسرعان ما انتشر خبر انتحار ماهر على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل المئات من النشطاء والمواطنين مع الحادثة، مُعبّرين عن صدمتهم وحزنهم، وداعين إلى التحذير من مخاطر الإدمان الرقمي، لا سيما بين فئة المراهقين والشباب. وطالب كثيرون بضرورة تدخل الجهات المعنية، ومنها وزارة الصحة والمنظمات النفسية، لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للشباب المعرضين لمثل هذه المخاطر.
في المقابل، أبدى مختصون في الصحة النفسية قلقهم من تنامي ظاهرة العزلة الاجتماعية والانسحاب من الواقع بين الشباب اليمني، مشيرين إلى أن الألعاب الإلكترونية، رغم كونها وسيلة ترفيهية، قد تتحول إلى "ملاذ وهمي" يُهرب إليه البعض من واقع مليء بالضغوط الاقتصادية والنفسية، ما قد يؤدي في حالات نادرة إلى أفكار انتحارية.
ويُعدّ هذا الحادث أحدث حلقة في سلسلة من القضايا المشابهة التي شهدتها اليمن خلال السنوات الأخيرة، والتي تُلقي الضوء على الحاجة الملحة إلى برامج توعوية وخدمات دعم نفسي متاحة، خاصة في ظل غياب البنية التحتية الصحية النفسية في معظم المحافظات.
وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تُصدر أي جهة رسمية بيانًا حول الحادثة، فيما لا تزال عائلة الضحية في حالة حزنٍ عميق، ترفض الحديث إلى وسائل الإعلام، مكتفيةً بالدعاء لابنها بالرحمة والمغفرة.