المشهد اليمني

الرئيس العليمي يصدر توجيها جديدا بشأن الشهيدة افتهان المشهري بعد مواراتها الثرى

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 07:46 مـ 8 ربيع آخر 1447 هـ
الشهيدة افتهان المشهري
الشهيدة افتهان المشهري

وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، باتخاذ إجراءات عاجلة لتخليد ذكرى الشهيدة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، التي اغتيلت مؤخرًا في حادثة أثارت موجة من الغضب الشعبي، مؤكدًا ضرورة استكمال الحملة الأمنية لضبط المتورطين في جرائم الاغتيالات والإرهاب، وتطهير المدينة من أوكار العناصر الإجرامية والخلايا المتخادمة مع المليشيات الحوثية.

التوجيهات الرئاسية جاءت في خطاب رسمي موجه إلى محافظ محافظة تعز ورئيس اللجنة الأمنية، نبيل شمسان، عقب مراسم دفن الشهيدة في مسقط رأسها بمديرية المعافر، اليوم الثلاثاء، حيث شدد الرئيس العليمي على أهمية تعزيز حضور الدولة وحماية السكينة العامة في المحافظة.

وتضمنت التوجيهات عددًا من المبادرات الرمزية لتكريم الشهيدة، أبرزها إطلاق اسمها على الشارع الذي وقعت فيه جريمة اغتيالها، إلى جانب إعلان "يوم افتهان" كيوم سنوي للنظافة والمبادرات المجتمعية في تعز، بمشاركة واسعة من المدارس والجامعات والقطاعات الشبابية والمدنية.

كما نصت التوجيهات على إقرار جائزة سنوية تحمل اسم الشهيدة، تُمنح للموظف أو الموظفة المثالية في قطاع الخدمات البلدية والبيئية، تكريمًا لقيم التفاني والإخلاص في العمل العام التي جسّدتها خلال مسيرتها المهنية.

وفي الجانب الأمني، شدد الرئيس العليمي على ضرورة استمرار الحملة الأمنية لتطهير المناطق المشتبهة بإيواء العناصر الخارجة عن القانون، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الجرائم، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في التستر أو التسهيل لتلك العصابات.

وفي وقت سابق من اليوم، أجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اتصالًا هاتفيًا بمحافظ تعز للاطلاع على مستجدات الأوضاع الأمنية في المحافظة، كما هاتف والد الشهيدة، محمد أحمد المشهري، معزيًا إياه وعائلته في مصابهم الأليم، وداعيًا الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

واليوم الثلاثاء، شيّعت محافظة تعز وسط حضور رسمي وشعبي واسع، جثمان الشهيدة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، التي اغتيلت في الثامن عشر من سبتمبر الجاري أثناء توجهها إلى مقر عملها، في جريمة هزّت المدينة وأثارت موجة غضب واحتجاجات واسعة.

وتقدّم موكب التشييع محافظ المحافظة ووكلاؤها، إلى جانب والد الشهيدة وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، وجموع غفيرة من المواطنين والنساء الذين توافدوا لتوديع الفقيدة إلى مثواها الأخير. وأقيمت صلاة الجنازة في جامع السعيد، أعقبها وقفة رمزية أمام مقر صندوق النظافة والتحسين، قبل أن يُنقل جثمانها الطاهر ليوارى الثرى في مسقط رأسها بمديرية المعافر، وسط أجواء من الحزن والأسى.

وكانت الحملة الأمنية المشتركة في تعز تمكنت من القضاء على القاتل محمد صادق المخلافي، بعد اشتباكات مسلحة أثناء مقاومته لقوة أمنية مكلفة بالقبض عليه.

وفي لفتة وفاء لروح الشهيدة، أطلق شباب ونساء تعز مبادرة مجتمعية لزراعة خمسة آلاف شجرة في شوارع المدينة، استكمالًا لمشروع التشجير الذي كانت المشهري تعمل عليه قبل اغتيالها، في خطوة رمزية تعكس استمرار رسالتها البيئية والتنموية.

وتأتي هذه التحركات في ظل حالة من التكاتف الشعبي والأمني، تعكس رفضًا قاطعًا لمحاولات النيل من أمن المدينة واستقرارها، وتؤكد أن تعز، رغم التحديات، تظل وفية لتضحيات أبنائها، وماضية في مسيرة البناء والمقاومة.

وعصر اليوم، أعلنت الحملة الأمنية المشتركة في محافظة تعز، خلال مراسم تشييع الشهيدة افتهان المشهري، أن جريمة اغتيالها تمثل اعتداءً صارخًا على كرامة المدينة وحقها في الحياة الحرة، مؤكدة أن الحادثة لم تكن استهدافًا فرديًا، بل محاولة آثمة للنيل من روح تعز وصمودها التاريخي.

وفي بيان صادر عن قيادة المحور وإدارة عام الشرطة، شددت الحملة على أن هذه الجريمة البشعة فجّرت حالة من اليقظة الشعبية، جسدت أسمى معاني التضامن المجتمعي، وأكدت أن تعز، بوعي أبنائها، لا تُكسر ولا تُخذل، وأن الهبة الجماهيرية التي أعقبت الحادثة تعكس جوهر الجمهورية وروح السادس والعشرين من سبتمبر.

وأوضح البيان أن الحملة الأمنية المشتركة عملت منذ اللحظة الأولى بتنسيق كامل مع وزارتي الداخلية والدفاع، وبإشراف مباشر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، لإدارة الموقف بما يحقق المصلحة الوطنية العليا، ويعكس حساسية الظرف ودقة المرحلة.

وأكدت الحملة أنها كانت حاضرة ميدانيًا منذ بداية الحدث، مستندة إلى رصيد من الإنجازات الأمنية السابقة، ومنفذة إجراءاتها وفق التدابير القانونية، بروح منسجمة بين وحدات الجيش والأمن، رغم التعقيدات التي فرضتها الحرب والواقع المأزوم.

وأشار البيان إلى أن تعز، رغم كونها مسرحًا لعمليات عسكرية مفتوحة ومحاصرة يوميًا، تواصل أداء واجبها الأمني والعسكري بموارد محدودة، لكنها مدفوعة بعزيمة صلبة أسقطت رهان العدو الحوثي وكشفت هشاشة مشروعه.

وجددت الحملة الأمنية المشتركة تأكيدها على استمرار مواجهة التهديدات الحوثية، ومعالجة الاختلالات الأمنية الناتجة عن ظروف الحرب، مشيدة بتضافر جهود أبناء تعز ويقظة مجتمعها في إفشال محاولات النيل من أمن المدينة ووحدتها.

كما شدد البيان على أن المؤسسة الأمنية والعسكرية في تعز لم تسجل أي انتهاك للحريات أو استهداف للنسيج الاجتماعي، مؤكدة حرصها على حماية حق المواطنين في التعبير والاحتجاج السلمي، كما ظهر في إضراب صندوق النظافة والاعتصامات في شارع جمال والتظاهرات في مختلف الشوارع.

وفي سياق متصل، اعتبرت الحملة أن الشهيدة افتهان المشهري تركت وراءها مسؤولية جماعية، وروحًا متقدة دفعت الجميع نحو تصحيح الاختلالات ومواصلة مسيرة الصمود في وجه التحديات.

واختتم البيان بالإشارة إلى الإنجازات الأمنية التي تحققت منذ وقوع الجريمة، حيث تم القضاء على المتهم الرئيسي أثناء مقاومته للحملة، وضبط ستة من المتهمين المباشرين، وسبعة من المشتبه بهم، إضافة إلى ضبط 22 مطلوبًا أمنيًا في قضايا جنائية أخرى، ليصل إجمالي المضبوطين إلى 34 شخصًا.

وأكدت الحملة الأمنية المشتركة أن تعز ستظل عصية على الكسر، منيعة بإرادة أبنائها، قوية بجيشها وأمنها، ووفية لتضحيات شهدائها.