المشهد اليمني

‏إفتهان المشهري.. شهيدة الوفاء للقيم

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 08:10 مـ 8 ربيع آخر 1447 هـ
‏إفتهان المشهري.. شهيدة الوفاء للقيم

اليوم ودّعت تعز خاصة واليمن عامة ابنتها البارة الأستاذة/ إفتهان محمد المشهري، القيادية الوطنية المُخلصة، التي كان بإمكانها الحياة في رغد العيش، فآثرت أن تخدم مدينتها الغالية تعز وتشارك إلى جانب الشرفاء في إعادتها إلى سابقَ مجدِها، بعد سنواتٍ من الحرب والدمار الذي تعرضت له على أيدي الميليشيا الحووثية.

ودّعها اليمنيون بعد اثني عشر يومًا من الحزن والألم الذي يتجدّدُ كُلَّ يوم، جرّاء الجريمة النكراء التي اقتُرفت بحقها، لكن العزاء الوحيد، أنّها رحمها الله، قد رحلت شهيدةً شامخةً، مُحمّلةً بإرثٍ من الكفاح والعمل وبصمةٍ إنسانية ستبقى حاضرة في ذاكرة تعز وأهلها، وفي ضمير كل يمنيٍ حُرّ، تاركةً سيرةً تختصر معنى الوفاء في زمن عزّ فيه الأوفياء.

لقد آمنت الأستاذة/ إفتهان المشهري بأن الوطن أكبرُ من الجميع، وأن الواجب الوطني يعلو على كل المصالح الشخصية والمكاسب الضيقة، فكانت أنموذجاً للمرأة اليمنية المناضلة، التي كسرت قيود الخوف والصمت، ووقفت في مقدمة الصفوف، تحمل همّ الناس وأوجاعهم وتسعى بكل إخلاص من أجل أن يعيشوا حياةً كريمةً تليق بتضحياتهم.

صحيحٌ أننا لم نعرف الكثير عن قُوّتِها وصلابتِها وحنكتِها الإدارية ومُعاناتها، إلا بعد استشهادها لكنها قد أصبحت أيقونةً يُشارُ إليها بالبنان، وتؤكد بأن اليمن ولّادة بالقادة المُخلصين، وأعتقد أنّ طريقة نضالها وصبرها ستكونُ مصدرَ إلهامٍ لكل وطنيٍ يسعى لخدمة بلده ويحمل مشاعل النور لإضاءة الطريق مهما كانت المخاطر.

برحيل الأستاذة / إفتهان المشهري تخسر تعز واليمن صوتاً صادقاً وقيادةً نسائيةً فريدة لم تُبدّل ولم تساوم، بل تمسكت بقيمها وثوابتها الوطنية والجمهورية والميثاقية، وظلت وفيةً لتلك القيم وعملت ما بوسعها لخدمة مدينتها سواءً في صندوق النظافة والتحسين، أو في جامعة تعز التي عملت فيها لسنوات.

سلامٌ عليكِ يا إفتهان، في عليين مع الشهداء والصديقين، وسلام على الوطن الذي أحببتيه ودفعتي حياتك ثمنًا له.

المجد والخلود لروحك النقية الطاهرة، والخزي والعار للقتلة المجرمين، والعزاء الصادق لأسرتك الكريمة ولكل أبناء تعز واليمن.
والعاقبة للمُتّقين.