إدانة أوروبية شديدة اللهجة ضد الهجوم الحوثي على سفينة هولندية في خليج عدن

أعربت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، الأربعاء، عن إدانتها الشديدة للهجوم الذي استهدف سفينة الشحن الهولندية "MV MINERVA GRACHT" في خليج عدن جنوبي اليمن، مؤكدة أن هذا الاعتداء يشكل تهديدًا مباشرًا لحرية الملاحة البحرية ويقوّض استقرار المنطقة.
ووفقًا للبيان الرسمي، أسفر الهجوم عن إصابة اثنين من أفراد الطاقم، أحدهما بجروح خطيرة، فيما اعتبرت باريس أن استمرار مثل هذه العمليات العدائية من قبل جماعة الحوثي يُعد عرقلة غير مقبولة للممرات البحرية الحيوية، ويجب أن يتوقف فورًا، بما في ذلك الهجمات المتكررة التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية.
وفي إطار عملية "أسبيدس" الدفاعية التابعة للاتحاد الأوروبي، أكدت فرنسا أنها ساهمت في تقديم الدعم الطبي للطاقم المتضرر، مجددة التزامها الكامل بالمشاركة في جهود تأمين الملاحة البحرية وتعزيز الاستقرار الإقليمي بالتعاون مع الشركاء الدوليين.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، الثلاثاء، أن قواته البحرية تمكنت من تنفيذ عملية إنقاذ ناجحة لطاقم السفينة الهولندية التي تعرضت للهجوم يوم الاثنين، على بعد 128 ميلاً بحريًا جنوب شرق ميناء عدن. وأوضحت مهمة "EUNAVFOR ASPIDES" أن 18 من أصل 19 فردًا تم إنقاذهم، بينهم مصاب بجروح طفيفة، بينما نُقل المصاب الآخر، الذي تعرض لإصابة خطيرة، إلى جيبوتي بواسطة مروحية فرنسية، وحالته مستقرة.
وبحسب المهمة الأوروبية، تم توزيع أفراد الطاقم على فرقاطتين يونانية وفرنسية، ونُشر مقطع مصور يوثق عملية البحث والإنقاذ. كما حذرت "أسبيدس" السفن المارة في المنطقة من المخاطر المحتملة، مشيرة إلى أن السفينة لا تزال مشتعلة وهائمة في المياه.
من جانبها، أفادت شركة "سبليتهوف" المشغلة للسفينة، ومقرها أمستردام، بأن الهجوم نُفذ بواسطة عبوة ناسفة مجهولة المصدر، ما أدى إلى اندلاع النيران وإلحاق أضرار جسيمة بالسفينة. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن السفينة كانت قد تعرضت لمحاولة هجوم فاشلة في 23 سبتمبر الماضي.
وفي سياق متصل، اعتبرت مجلة أمريكية متخصصة أن استئناف الهجمات البحرية من قبل الحوثيين يمثل توسعًا في نطاق عملياتهم، محذرة من أن خليج عدن، بوصفه المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، لم يعد بمنأى عن الخطر. ولفت تقرير صادر عن "Insurance Business America" إلى أن تصاعد التوترات في الممرات البحرية يهدد الأمن البحري العالمي ويؤثر سلبًا على قطاعي التأمين والشحن.
ويُعد هذا الهجوم الأخطر في خليج عدن منذ حادثة إغراق سفينتين في البحر الأحمر في يوليو الماضي، في وقت لم تعلن فيه جماعة الحوثي رسميًا مسؤوليتها عن الهجوم الأخير، رغم تهديداتها السابقة باستهداف السفن المدنية والعسكرية في البحرين الأحمر والعربي.