زوجة الكاتب أوراس الارياني تكشف تفاصيل اتصالٍ نادر من سجون الحوثيين: ”قال لي إنه بخير ومشتاق لكم”
كشفت إيناس محمد، زوجة الكاتب والناشط اليمني أوراس الارياني، عن تلقيها اتصالاً هاتفياً نادراً من زوجها، الذي لا يزال محتجزاً في سجون جماعة الحوثي منذ أشهر، في تطور لافت يُعيد تسليط الضوء على قضيته التي أثارت غضباً واسعاً في الأوساط اليمنية والإعلامية.
وقالت إيناس في تصريح خاص: "اتصل بي أوراس وقال لي: 'اطمئنوا، أنا بخير، ومشتاق لكم'". وأضافت بلهفة وحزن ممزوج بالأمل: "ندعو الله أن يفرّج عنه بحوله وقوته، يا رب".
ويُعد هذا الاتصال واحداً من أبرز التطورات منذ اختفاء الارياني، الذي اعتُقل من قبل ميليشيات الحوثي في ظروف غامضة، دون توجيه تهم رسمية أو السماح له بلقاء محامٍ أو عائلته، ما أثار مخاوف جدية على سلامته الجسدية والنفسية.
ومنذ لحظة الإعلان عن اعتقاله، تحوّلت قضية أوراس الارياني إلى قضية رأي عام في اليمن، حيث عبّر ناشطون وكتّاب وإعلاميون عن استنكارهم الشديد للاعتقال التعسفي، مطالبين بالإفراج الفوري عنه، ومؤكدين أن استهدافه يأتي على خلفية مواقفه النقدية وكتاباته التي تناهض الاستبداد وتدعو إلى الحرية وحقوق الإنسان.
وأثار اختفاء الارياني موجة من الغضب العارم في الأوساط الثقافية والسياسية اليمنية، إذ اعتبره كثيرون اعتداءً صارخاً على حرية التعبير، ورسالة ترهيب موجّهة لكل الأصوات المستقلة. ودعت منظمات حقوقية محلية ودولية إلى التدخل العاجل لضمان سلامته ومحاسبة الجناة.
ويُعرف أوراس الارياني، الذي ينحدر من أسرة يمنية معروفة، بمواقفه الجريئة وكتاباته السياسية والاجتماعية التي تنشر في صحف ومواقع يمنية وعربية، وكان من أبرز المدافعين عن قيم الديمقراطية والعدالة في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
ويأتي الاتصال الأخير، رغم محدوديته، ليمنح عائلته ومحبيه بصيص أمل، في وقت تتزايد فيه المطالبات الشعبية والرسمية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، خاصة في ظل الحديث المتكرر عن مفاوضات ومبادرات لإنهاء الأزمة اليمنية.
وتجدد عائلة الارياني ومناصروه دعوتهم للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالضغط على جماعة الحوثي للإفراج الفوري عنه، مشددين على أن الصمت الدولي يُشجّع على مواصلة الانتهاكات ضد المعارضين والصحفيين والناشطين في مناطق سيطرة الجماعة.