المشهد اليمني

خطة ترامب لغزة..مأزق فلسطين بين الاستعمار أو التصفية

الجمعة 3 أكتوبر 2025 07:31 مـ 11 ربيع آخر 1447 هـ
خطة ترامب لغزة
خطة ترامب لغزة

بعد سنوات طويلة من الصراع والدمار تطرح الولايات المتحدة خطة جديدة لقطاع غزة، تعد بمثابة تحول جذري في موازين القوى السياسية والأمنية، هذه الخطة تثير جدلاً واسعًا إذ تمثل اختبارًا حقيقيًا للمشروع الوطني الفلسطيني، وتضع الفلسطينيين أمام مفترق طرق تاريخي، يفرض عليهم خيارًا صعبًا بين الرفض الكامل أو القبول تحت ضغط واقع جديد.

طبيعة الخطة الأميركية لغزة

تسعى الخطة الأميركية إلى إعادة تشكيل الواقع السياسي في غزة بشكل كامل، بحيث تتحول من كيان فلسطيني ذاتي القرار إلى منطقة إدارية تحت إدارة خارجية، ما يغير المعادلة السياسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهذه الخطوة تعكس محاولة لإعادة صياغة الأرض والسيادة، وليس مجرد اقتراح لإنهاء النزاع.

القوى المقترحة ودورها

تتضمن الخطة مشاركة قوات عربية في إدارة قطاع غزة، لكن التحدي يكمن في طبيعة هذه القوات ودورها، إذ يرى الكثيرون أنها لن تكون محايدة، بل ستعمل وفق مصالح إسرائيل الأمنية وتتضح خطورة الخطة في الأبعاد التالية:

  • تحويل القوات إلى أداة احتلال: بدلًا من أن تكون قوات لحفظ السلام، ستكون مرتبطة بتنفيذ أهداف عسكرية وأمنية لإسرائيل.

  • فرض قيود على القرارات الفلسطينية: ما يعني تقليص قدرة الفلسطينيين على إدارة شؤونهم الداخلية.

  • إضعاف قوة المقاومة الوطنية: عبر تقسيم الجبهة الفلسطينية وزعزعة الوحدة السياسية.

  • خلق واقع أمني جديد يخدم إسرائيل: من خلال السيطرة على مفاصل القرار الأمني في غزة.

  • إلغاء مفهوم السيادة الفلسطينية في القطاع: ما يؤدي إلى فقدان غزة لأي صفة وطنية مستقلة.

الأهداف الإستراتيجية لإسرائيل

تأتي الخطة الأميركية في إطار تحقيق إسرائيل أهدافًا استراتيجية واضحة، حيث تتضمن:

  • إنهاء حكم حركة حماس في غزة بشكل كامل.

  • نزع سلاح القطاع وإضعاف قدراته العسكرية.

  • منع غزة من أن تتحول إلى مصدر تهديد إقليمي في المستقبل.
    هذه الأهداف تعكس رغبة إسرائيل في فرض واقع جديد يخدم أمنها القومي، رغم أن الخطة لا تحقق كامل أهداف اليمين الاستيطاني.

الخطر على المشروع الوطني الفلسطيني

الخطة تتجاوز الأهداف الأمنية لتطال جوهر القضية الفلسطينية، إذ تشمل:

  • إلغاء منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.

  • إخضاع غزة لاحتلال عسكري مباشر دون تفويض دولي.

  • تقويض وحدة المشروع الوطني الفلسطيني.
    هذه الخطوات تمثل تهديدًا وجوديًا للفلسطينيين، إذ لا تتعلق بحماس فقط، بل تهدف إلى تغيير هوية القضية الفلسطينية برمتها.

المأزق الفلسطيني بين الرفض والقبول

يواجه الفلسطينيون معضلة سياسية وأمنية غير مسبوقة، إذ لا يوجد خيار سهل أمامهم ويمكن تلخيص المأزق الفلسطيني في الخيارات التالية:

  • الرفض الكامل: قد يؤدي إلى تصفية غزة من خلال استمرار الحصار أو الحرب، مع تكاليف إنسانية وسياسية عالية.

  • القبول بالخطة: يعني الدخول في مرحلة استعمار جديد، تفقد القضية الفلسطينية جوهرها الوطني والسيادي.

  • التفاوض على تعديلات: وهو خيار صعب، يتطلب وحدة فلسطينية قوية وإرادة سياسية مشتركة.

  • اللجوء إلى التحالفات الإقليمية والدولية: لمحاولة كبح تنفيذ الخطة أو تعديل شروطها بما يحفظ الحقوق الفلسطينية.

  • إعادة بناء المشروع الوطني: عبر استراتيجية فلسطينية جديدة توازن بين المقاومة والدبلوماسية.

تضع خطة ترامب لغزة الفلسطينيين أمام مفترق طرق حاسم، حيث تتداخل قضايا السيادة والهوية والمصير الوطني في سياق ضغط سياسي وأمني غير مسبوق، القرار الفلسطيني في هذه المرحلة سيكون له أثر بعيد المدى على مستقبل غزة والمشروع الوطني بأكمله.