الشاي والقهوة قد يقللان من خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة.. ماذا تقول الأبحاث الحديثة؟

يبدأ كثيرمن الناس يومهم بفنجان شاي أو قهوة، لكن هل تعلم أن هذه المشروبات المفضلة قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان؟ أظهرت أبحاث جديدة أن الشاي والقهوة، بفضل مركباتها المضادة للأكسدة والالتهابات، قد تلعب دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة، وهو من أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم.
سرطان الرأس والرقبة: تحديات صحية عالمية
يُعد سرطان الرأس والرقبة من السرطانات التي تؤثر على ملايين الأشخاص سنويًا، مع تسجيل آلاف الحالات الجديدة سنويًا في دول مثل المملكة المتحدة وحدها، ما يجعله من الأولويات الصحية التي تستوجب البحث عن عوامل تقليل المخاطر، مثل النظام الغذائي ونمط الحياة.
دراسة دولية تربط استهلاك الشاي والقهوة بانخفاض خطر الإصابة
قاد فريق بحث دولي بقيادة الدكتورة يوان تشين آمي لي من جامعة يوتا دراسة واسعة النطاق نُشرت في مجلة Cancer، حيث تم تحليل بيانات أكثر من 9,500 مريض بسرطان الرأس والرقبة مقارنة بحوالي 15,700 شخص سليم. ركزت الدراسة على عادات استهلاك القهوة (بما فيها المحتوية على الكافيين ومنزوعة الكافيين) والشاي، مع مراعاة عوامل مثل العمر، الجنس، التدخين، والنظام الغذائي.
نتائج الدراسة: القهوة أكثر فاعلية في تقليل خطر السرطان
-
الأشخاص الذين يشربون أكثر من أربعة أكواب من القهوة المحتوية على الكافيين يوميًا لديهم احتمال أقل للإصابة بسرطان الرأس والرقبة بنسبة 17%.
-
القهوة منزوعة الكافيين أيضًا أظهرت فوائد في خفض خطر سرطان تجويف الفم، مما يشير إلى أن مضادات الأكسدة والبوليفينولات في القهوة تلعب دورًا مهمًا إلى جانب الكافيين.
الشاي وتأثيراته المعقدة على سرطان الرأس والرقبة
-
تناول كوب واحد أو أقل من الشاي يوميًا يرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بسرطان الرأس والرقبة بنسبة 9%.
-
مع ذلك، شرب أكثر من كوب واحد يوميًا قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة بنسبة 38%، ربما بسبب علاقة الشاي بارتجاع المريء، وهو عامل خطر معروف للإصابة بسرطان الحنجرة.
الفوائد الصحية لمركبات الشاي والقهوة المضادة للسرطان
يحتوي الشاي والقهوة على مركبات نشطة بيولوجيًا مثل الفلافونويدات والعفص والبوليفينولات، التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات. هذه المركبات قد تساعد في تقليل تلف الحمض النووي وإبطاء نمو الخلايا السرطانية، مما يجعل استهلاكهما المعتدل مفيدًا ضمن نمط حياة صحي.
تحديات البحث وربط استهلاك الشاي والقهوة بالسرطان
تشير الباحثة الدكتورة لي إلى أن العلاقة بين الشاي والقهوة وسرطان الرأس والرقبة معقدة، وتعتمد على أنماط الاستهلاك، نوع المشروب، والعديد من عوامل نمط الحياة، مما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات لتحديد الآليات الدقيقة وتأثير المشروبات على أجزاء محددة من الحلق وتجويف الفم.
في حين أن شرب القهوة والشاي قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة بفضل مركباتهما الفعالة، إلا أن الاعتدال واتباع نمط حياة صحي يبقيان العامل الأهم، يمكن لهذه النتائج أن تفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية الوقاية من هذا النوع من السرطان باستخدام العادات اليومية البسيطة.