المشهد اليمني

الكبد الدهني الصامت.. 3 عوامل تزيد خطر الوفاة دون علاقة بالكحول

الأحد 5 أكتوبر 2025 01:58 مـ 13 ربيع آخر 1447 هـ
الكبد الدهني الصامت
الكبد الدهني الصامت

يُعد الكبد من أهم أعضاء الجسم، فهو مسؤول عن تنقية الدم، إنتاج البروتينات، وتنظيم عمليات التمثيل الغذائي، ولكن في السنوات الأخيرة، كشفت أبحاث طبية أن الكبد قد يتعرض لخطر كبير لا علاقة له بالكحول، بل يرتبط بعوامل صحية منتشرة بين ملايين الأشخاص حول العالم.

دراسة حديثة تكشف عوامل خفية تهدد الكبد

قام باحثون أمريكيون بدراسة بيانات لأكثر من 134 ألف شخص على مدى 30 عامًا، ووجدوا أن ثلاثة عوامل قلبية-أيضية رئيسية ترتبط بارتفاع خطر الوفاة بسبب مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD)، وهو مرض يصيب الكبد نتيجة تراكم الدهون، حتى دون وجود استهلاك للكحول.

هذه النتائج تُعد بمثابة ناقوس خطر للكثيرين ممن يظنون أن الكبد لا يتأثر إلا بالعادات السيئة مثل شرب الكحول، في حين أن نمط الحياة اليومي والعوامل الصحية الأخرى تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على صحة هذا العضو الصامت.

ما هو مرض MASLD أو الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي؟

MASLD هو اختصار لـ Metabolic dysfunction-associated steatotic liver disease، أو ما يعرف سابقًا باسم NAFLD. ويحدث هذا المرض عندما تتراكم الدهون في خلايا الكبد دون أن يكون للكحول دور في ذلك.

بحسب التقديرات، يصيب MASLD ما يقارب 1 من كل 5 أشخاص في المملكة المتحدة، وأكثر من 80% من الحالات تمر دون تشخيص بسبب غياب الأعراض المبكرة.

3 عوامل رئيسية مرتبطة بزيادة خطر الوفاة بسبب MASLD

كشفت الدراسة أن ثلاثة مؤشرات صحية شائعة ترتبط بشكل مباشر بارتفاع خطر الوفاة بسبب الكبد الدهني، وهي:

  1. ارتفاع ضغط الدم

    • يُعد العامل الأخطر، حيث يزيد من خطر الوفاة بنسبة 40%.

  2. داء السكري من النوع الثاني

    • يزيد من خطر الوفاة بنسبة 25%، ويُعد أحد العوامل الأكثر شيوعًا في الإصابة بأمراض الكبد.

  3. انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)

    • يرتبط بزيادة الخطر بنسبة 15%، رغم دوره المعروف في حماية القلب.

والأهم أن كل عامل إضافي من هذه العوامل يزيد خطر الوفاة بنسبة 15% إضافية، مما يسلط الضوء على أهمية السيطرة على الصحة الأيضية.

تحذيرات طبية: "لا تعتمد على غياب الأعراض"

يحذر الخبراء من خطورة الاعتقاد بأن الكبد لا يتأثر إلا بالكحول أو بأن غياب الأعراض يعني غياب المرض. فبحسب الدكتور ماثيو ديوكويتش، فإن التهديد الأكبر لم يعد فقط في السكري، بل في مزيج من العوامل الصحية ونمط الحياة السيئ، مثل:

  • قلة النشاط البدني.

  • استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.

  • ارتفاع استهلاك السكر والدهون.

  • السمنة ومحيط الخصر الزائد.

خطورة الكبد الدهني على الشباب

المفاجئ في نتائج الدراسة أن مرض MASLD لا يقتصر على كبار السن، بل بدأ يظهر بشكل متزايد بين الشباب في العشرينات والثلاثينات، نتيجة لأنماط الحياة غير الصحية وقلة الحركة. الأمر الذي يجعل التوعية والفحص المبكر ضرورة ملحة في الأعمار الصغيرة قبل فوات الأوان.

خطوات الوقاية من الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي

للحد من خطر الإصابة بـ MASLD، ينصح الخبراء باتباع نمط حياة صحي يشمل:

  • اتباع نظام غذائي متوازن منخفض الدهون والسكريات.

  • ممارسة الرياضة بانتظام (30 دقيقة يوميًا).

  • السيطرة على مستويات السكر وضغط الدم.

  • إجراء فحوصات دورية للكبد ووظائفه.

مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي خطر صامت يهدد الملايين، خاصةً مع ازدياد الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط، لا تنتظر ظهور الأعراض، بل بادر اليوم بتغيير نمط حياتك لحماية كبدك وصحتك العامة.