جريمة مروّعة في تعز: أب يُنهي حياة ابنتيه بوحشية ويدفن إحداهما سرًّا في شعاب جبلية

هزّت جريمة بشعة منطقة الأقروض بمحافظة تعز وسط اليمن، المجتمع المحلي والرأي العام، بعد أن أقدم أب على قتل ابنته الثانية ضربًا حتى الموت، في واقعة أثارت موجة غضب واستنكار واسعة بين السكان، الذين وصفوها بـ"الوحشية غير المسبوقة".
وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن هذا الأب المتهم ليس غريبًا عن العنف الأسري المفرط، إذ سبق أن ارتكب جريمة مماثلة قبل سنوات، حين قتل ابنته الكبرى بنفس الأسلوب الوحشي، وعمد إلى دفن جثتها سرًّا في أحد الشعاب الجبلية القريبة من منزله، بعيدًا عن أعين الناس وحتى عن المقابر المعروفة، في محاولة لإخفاء جريمته وطمس معالمها.
ومع مرور الوقت، عاد المشهد المأساوي ليتكرر، لكن هذه المرة مع ابنته الثانية، حيث انهال عليها ضربًا مبرحًا دون أي رحمة أو شفقة، حتى فارقت الحياة تحت وطأة التعذيب، لتُكتشف الجريمة الجديدة بعد فرار بعض أفراد الأسرة أو إبلاغ جهات موثوقة، ما أدى إلى تحرك مجتمعي عاجل وسط حالة من الصدمة والهلع.
وأثار تكرار الجريمة من قبل نفس الشخص تساؤلات واسعة حول غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية، وضعف آليات الحماية للأطفال والنساء في المناطق الريفية، خاصة في ظل غياب مؤسسات الدولة وانهيار المنظومة الأمنية والقضائية في كثير من مناطق تعز بسبب الصراع المستمر منذ سنوات.
وطالب ناشطون حقوقيون ومواطنون بفتح تحقيق عاجل وشامل في الحادثتين، وتقديم الجاني إلى العدالة دون تأخير، مشددين على ضرورة تفعيل قوانين حماية الطفل ومناهضة العنف الأسري، التي ظلت حبرًا على ورق في ظل غياب الإرادة السياسية والمجتمعية لمواجهتها.
ويُنظر إلى هذه الجريمة كمؤشر خطير على تفاقم ظاهرة العنف المنزلي في ظل انهيار البنية الاجتماعية، وغياب التدخلات الوقائية من قبل الجهات المعنية، ما يضع مسؤولية مشتركة على عاتق المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية والجهات الرسمية لوقف تكرار مثل هذه الفظائع التي تهدد النسيج الإنساني لأبسط وحدات المجتمع: الأسرة.