المشهد اليمني

سلوكيات الأطفال ”المقرفة” في بداية العام الدراسي.. الأسباب وطرق التعامل

الإثنين 6 أكتوبر 2025 02:53 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
سلوكيات الأطفال ”المقرفة”
سلوكيات الأطفال ”المقرفة”

مع انطلاق العام الدراسي الجديد، يلاحظ بعض الآباء والأمهات سلوكيات غير مألوفة من أطفالهم، خاصة في المراحل الدراسية الأولى، مثل فتح الفم أثناء الأكل، البصق، العبث بالبراز، أو حتى التبول الإرادي في أماكن غير مناسبة، وغالبًا ما يُطلق على هذه التصرفات من قِبل الأهل وصف "سلوكيات مقرفة"، لكن خلف هذه الظواهر السلوكية دلالات نفسية وتربوية يجب فهمها والتعامل معها بوعي.

لماذا تظهر السلوكيات المقززة عند الأطفال مع بدء الدراسة؟

يشير خبراء علم النفس والتربية إلى أن هذه السلوكيات ليست مجرد تصرفات عشوائية، بل قد تكون مؤشراً على مشكلات نفسية أو بيئية، وقد تنجم عن التغيرات المفاجئة في روتين الطفل مع بدء المدرسة. إليك أبرز الأسباب:

أسباب السلوكيات غير المقبولة عند الأطفال في المدارس

1. تفكك الأسرة أو ضعف التواصل العائلي

حتى في غياب الطلاق، فإن غياب الحوار والدعم العاطفي داخل الأسرة يخلق بيئة غير مستقرة نفسيًا تؤثر على سلوك الطفل.

2. القسوة أو التدليل الزائد

التربية الصارمة جدًا أو المبالغة في الحماية قد تُنتج أنماط سلوكية غير متزنة، تظهر أحيانًا على شكل تصرفات "مقرفة".

3. غياب القدوة الحسنة

عندما يفتقد الطفل نماذج يُحتذى بها في المنزل أو المدرسة، يبحث عن طرق بديلة – أحيانًا سلبية – للتعبير عن نفسه.

4. الشعور بالنقص ومقارنات الأهل

المقارنات المستمرة بين الطفل وإخوته أو زملائه تدفعه أحيانًا لسلوكيات منفرة للفت الانتباه أو إثبات الذات.

5. التعرض لصدمات نفسية أو ضغوط مفاجئة

مثل وفاة قريب، أو التعرض لحادث مؤلم، قد تدفع الطفل لتصرفات غير متوقعة، خاصة مع بداية العام الدراسي.

العوامل البيئية والتربوية المؤثرة على سلوك الطفل

- أسلوب التربية في المنزل

التربية المبنية على الحوار والتفاهم تُنتج سلوكيات إيجابية مقارنة بالتربية القائمة على العقاب والتسلط.

- البيئة المدرسية والأقران

وجود أصدقاء سيئين أو التعرض للتنمر داخل المدرسة يُعد سببًا رئيسيًا في تبني سلوكيات سلبية أو غير لائقة.

- الضغوط الدراسية

الخوف من الأداء الأكاديمي أو الفشل قد يؤدي إلى قلق نفسي يظهر في صورة تصرفات غير سوية.

- العوامل الوراثية والتجارب السابقة

بعض السلوكيات قد تكون ناتجة عن استعدادات وراثية أو تجارب سابقة مؤثرة في الطفولة المبكرة.

كيف يتعامل الأهل مع السلوكيات "المقرفة" لدى الطفل؟

  1. تجنب التوبيخ والإهانة العلنية
    فالسخرية قد تُفاقم المشكلة وتزيد من انطواء الطفل أو تمرده.

  2. التواصل الإيجابي والحوار
    اسأل الطفل عن مشاعره وسبب تصرفاته بطريقة هادئة وغير اتهامية.

  3. المراقبة دون تضييق
    راقب سلوك الطفل داخل المنزل والمدرسة، ودوّن المواقف التي يظهر فيها هذا السلوك لتحديد المحفزات.

  4. الاستعانة باختصاصي نفسي أو تربوي
    في حال استمرار السلوك أو تفاقمه، قد يكون اللجوء لمتخصص أمرًا ضروريًا.

دور المدرسة في تعديل سلوكيات الطفل

  • توفير بيئة مدرسية آمنة.

  • منع التنمر وملاحظة العلاقات بين الأقران.

  • التعاون مع أولياء الأمور في وضع خطة دعم نفسي وسلوكي.

  • تدريب المعلمين على التعامل مع أنماط السلوك المختلفة.

السلوكيات غير المقبولة أو "المقرفة" التي قد تصدر من الأطفال مع بداية العام الدراسي ليست دائمًا دليلاً على سوء التربية أو قلة الاحترام، بل هي أحيانًا صرخة غير مباشرة للفت الانتباه أو نتيجة لضغوط داخلية، يتطلب الأمر فهمًا عميقًا وصبرًا، وتعاونًا فعّالًا بين الأسرة والمدرسة للتعامل مع هذه المرحلة بنجاح ودون أضرار نفسية مستقبلية.