”وجبة ساخنة وقلب دافئ: كيف حوّل متطوعو المكلا يومًا عاديًّا إلى فرحة لأسر فقيرة؟”

في مشهدٍ يجسد أسمى معاني التكافل الاجتماعي والعمل الإنساني، شهدت مدينة المكلا اليوم انطلاقة مبادرة خيرية لافتة، تم خلالها توزيع 150 وجبة ساخنة من الأرز والسمك على الأسر الفقيرة والمحتاجة في مختلف أحياء المدينة. وجاءت هذه المبادرة ضمن حملة إنسانية شاملة تهدف إلى التخفيف من الأعباء المعيشية المتزايدة التي يعاني منها العديد من المواطنين، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المجتمع.
وأفاد القائمون على المبادرة أن عملية التوزيع لن تكون لمرة واحدة، بل ستتواصل يوميًا بإذن الله، لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين في مختلف مناطق المكلا، مشيرين إلى أن الحملة تُنفَّذ بجهود ذاتية وبالتعاون مع مجموعة من المتطوعين وأصحاب القلوب الرحيمة الذين بادروا بدعم هذه الفكرة النبيلة ماديًا ومعنويًا.
وقد لاقت المبادرة صدى واسعًا في أوساط المجتمع المحلي، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات والمشاركات التي عبّر فيها المواطنون عن تقديرهم وامتنانهم لكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، من ممولين، ومنسقين، ومتطوعين. ووصف كثيرون هذه الخطوة بأنها "نبراس أمل" في زمن الشدائد، و"صورة حية" على روح التآزر والتكافل التي تميّز المجتمع الحضرمي.
وقال أحد المتطوعين المشاركين في التوزيع: "ما نقوم به اليوم هو واجب إنساني قبل أن يكون عملاً خيريًا، فمساعدة المحتاج ليست تفضلاً، بل حقٌّ يجب أن نؤديه". وأضاف: "نسعى لأن تكون هذه الحملة نواة لمشاريع خيرية مستدامة تُسهم في دعم الفئات الأكثر هشاشة في مجتمعنا".
يُذكر أن المبادرة قد حظيت بدعم لوجستي من عدد من المطاعم المحلية التي ساهمت في إعداد الوجبات بجودة عالية، إضافة إلى تعاون فعّال من شباب الحيّات الذين سهّلوا عملية التوصيل وتحديد الأسر المستفيدة بدقة وشفافية.
ومن المتوقع أن تتوسّع الحملة في الأيام القادمة لتشمل خدمات إضافية، مثل توزيع السلال الغذائية أو تقديم الدعم العيني، وذلك وفقًا لحجم الاستجابة والدعم المجتمعي الذي تحظى به.
إن هذه المبادرة، التي تجمع بين البساطة والعطاء، تُعدّ مثالًا حيًا على قدرة المجتمع على صنع التغيير الإيجابي من خلال العمل الجماعي والمبادرات الفردية الصادقة، وتنسج خيوط الأمل في نسيج حياة من يعيشون على هامشها.