• الرئيسية
• المشهد الدولي

فاز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، ليصبح أول مصري وعربي يتولى هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المنظمة عام 1945، في لحظة فخر واعتزاز لكل مصري وعربي، في إنجاز تاريخي جديد يُضاف إلى سجل مصر الحافل بالريادة العالمية.

خالد العناني يكتب فصلًا جديدًا من المجد المصري

وقد جرت الانتخابات في العاصمة الفرنسية باريس خلال الدورة رقم 222 للمجلس التنفيذي للمنظمة، حيث تنافس الدكتور خالد العناني مع المرشح الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو على قيادة المنظمة في مرحلة عالمية دقيقة تشهد تحديات في التعليم والثقافة والتراث، ليحسم العناني السباق بثقة كبيرة، خلفًا للفرنسية أودري أزولاي، التي أنهت ولايتها بعد سنوات من الإدارة.

إنجاز مصري عالمي.. مصر تتصدر المشهد الثقافي الدولي

أكد السفير المصري لدى باريس أن فوز الدكتور خالد العناني بهذا المنصب لم يكن صدفة، بل جاء تتويجًا لجهود مصر الدبلوماسية والثقافية في دعم ملف الترشيح منذ بدايته، وإيمان المجتمع الدولي بكفاءة المرشح المصري وخبرته الطويلة في مجالات الآثار والسياحة والثقافة.
هذا الفوز، بحسب مراقبين، يعيد لمصر دورها التاريخي في صياغة السياسات الثقافية العالمية وحماية التراث الإنساني، ويؤكد ريادتها في المجال الحضاري والمعرفي على مستوى العالم.

العناني.. من أروقة المتاحف المصرية إلى منصة القيادة العالمية

ولد الدكتور خالد العناني ليكون أحد أبرز علماء المصريات في العالم، إذ يشغل منذ عام 1993 منصب أستاذ علوم المصريات بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، وتدرج في المناصب الأكاديمية والإدارية حتى أصبح وزيرًا للآثار عام 2016، ثم وزيرًا للسياحة والآثار عام 2019، ليكون أول من جمع بين الوزارتين منذ عام 1966.
خلال فترته الوزارية، قاد الدكتور خالد العناني عددًا من المشاريع الكبرى التي أعادت لمصر بريقها الحضاري، أبرزها افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية واستقبال موكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم، فضلًا عن افتتاحات أثرية متعددة في الأقصر وسقارة.

تكريمات دولية ومسيرة مشرفة

حصل الدكتور خالد العناني على عدد من الأوسمة الرفيعة التي تُبرز مكانته الدولية، من بينها:

• وسام فارس جوقة الشرف الفرنسي (2025)

• وسام الشمس المشرقة الياباني (2021)

• وسام الاستحقاق البولندي (2020)

• وسام الفنون والآداب الفرنسي (2015)

كما شغل الدكتور خالد العناني مناصب دولية مؤثرة مثل راعٍ لصندوق التراث العالمي الإفريقي وسفير السياحة الثقافية لدى منظمة السياحة العالمية، إلى جانب عضويته في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية ومعهد الآثار الألماني في برلين.

رمز جديد للدبلوماسية الثقافية المصرية

يرى خبراء الثقافة أن فوز الدكتور خالد العناني برئاسة اليونسكو يعكس عودة الدبلوماسية الثقافية المصرية بقوة إلى المشهد العالمي، في ظل ما تملكه مصر من رصيد حضاري وإنساني ضخم، مؤكدين أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة في تعزيز الحوار الثقافي وحماية التراث الإنساني.
كما يُتوقع أن يضع الدكتور خالد العناني رؤية متوازنة بين حماية التراث العالمي وتطوير التعليم والثقافة الرقمية، بما يتماشى مع التحديات الحديثة التي تواجه المجتمعات في مختلف القارات.

من مصر إلى العالم.. حضارة تتجدد

إن فوز الدكتور خالد العناني لا يمثل مجرد انتصار شخصي أو مصري فحسب، بل هو انتصار للثقافة العربية بأسرها، ورسالة إلى العالم بأن أبناء الحضارة المصرية القديمة لا يزالون قادرين على قيادة المؤسسات العالمية بالفكر والعلم والكفاءة.