محلل إذاعة الجيش الإسرائيلي: هُزمنا مرتين في 6 أكتوبر و 7 أكتوبر ومصر تخدعنا

قال المحلل الإسرائيلي والخبير في الشؤون العربية لإذاعة الجيش الإسرائيلي، جاكي حوجي، إن المزاج الشعبي في مصر معادٍ لإسرائيل، وإن الرأي العام المصري يطالب بإرسال الجيش لاختراق معبر رفح بالقوة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، رغم تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الجيش المصري "دفاعي وليس هجوميًا".
وأوضح حوجي، في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال، أن دوائر داخل إسرائيل تُبدي قلقًا متزايدًا من التوتر القائم على الحدود المصرية مع غزة، مشيرًا إلى أن تمركز القوات المصرية على مقربة من رفح يُفسَّر لدى بعض الأوساط الإسرائيلية على أنه استعداد لعمل عسكري محتمل، رغم نفي القاهرة المتكرر لأي نوايا هجومية.
السيسي يوجّه رسالة مباشرة للشعب والجيش
وخلال حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الأكاديمية العسكرية في القاهرة الجمعة الماضية، وجّه الرئيس السيسي رسالة واضحة، قال فيها إن "الجيش المصري وُجد للدفاع عن الوطن، وليس للهجوم"، مضيفًا أنه لن يُخاطر بحياة المصريين، وأن بلاده لا تسعى إلى مواجهة مع أحد، إلا إذا فُرضت عليها.
وأكد السيسي في كلمته، التي ألقاها أمام كبار قادة الجيش والضباط الجدد، أن مصر دولة سلام، لكنها لن تتردد في الرد إذا تعرضت لأي اعتداء، محذرًا في الوقت ذاته من "المغامرات غير المحسوبة" التي قد تجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.
قلق متبادل ومخاوف من "سيناريو خطير"
وأشار حوجي إلى أن بعض الأوساط في إسرائيل لا تزال تشكك في نوايا القاهرة، وتعتبر تصريحات السيسي جزءًا من "خطة تضليل"، في حين أن المخاوف من تكرار صدمة حرب أكتوبر 1973 ما زالت حاضرة في الوعي الإسرائيلي.
وأضاف أن احتمالات التصعيد قائمة حتى دون نية مسبقة، موضحًا أن تسلل آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى سيناء قد يؤدي إلى اشتباك غير مقصود بين الجيشين المصري والإسرائيلي إذا حدث إطلاق نار بالخطأ على الحدود.
رسائل مزدوجة من القاهرة
ورأى حوجي أن السيسي أراد إيصال رسالتين من خلال خطابه الأخير:
- مصر لن تبادر بأي عمل عسكري ضد إسرائيل.
- القاهرة لن تقاتل من أجل أحد، ولن تتحمل مسؤولية غزة.
وأكد أن مصر لا ترغب بأي حال في السيطرة على قطاع غزة أو إدارة شؤونه، خاصة بعد أن ألقت إسرائيل "العبء الإنساني والسياسي" على حدودها الجنوبية منذ السابع من أكتوبر.
انتصارات أكتوبر
وفي سياق تحليله، انتقد حوجي العقلية الإسرائيلية الرافضة للاعتراف بالهزيمة في حرب أكتوبر، مؤكدًا أن إسرائيل لم تتعلم من أخطائها التاريخية، وأن صدمة الحرب لا تزال حاضرة حتى اليوم.
وقال إن المصريين "ألحقوا بإسرائيل هزيمة مؤلمة في 1973 واستعادوا سيناء بالقوة"، فيما اكتفت إسرائيل بـ"تزيين الفشل بادعاءات النصر الزائف"، مضيفًا أن الاعتراف بالهزيمة كان يمكن أن يجعل المجتمع الإسرائيلي أكثر وعيًا ونضجًا في التعامل مع أزماته الراهنة.
وختم حوجي بالقول: "ربما لو اعترفنا أننا هُزمنا مرتين – في 6 أكتوبر 1973 و 7 أكتوبر 2023 – لأمكننا فهم ذواتنا بشكل أعمق، وربما تفادينا تكرار الأخطاء التي جعلتنا نعيش الصدمة ذاتها بعد نصف قرن".