لواء سعودي يتذكر مقاتل حوثي ويدعو له بالرحمة ويثير جدلا واسعا

في تغريدة مؤثرة نشرها على منصّة "إكس" (تويتر)، أعاد اللواء السعودي المتقاعد أحمد الفيفي إلى الأذهان قصة إنسانية نادرة، جمعت بين خصمين في ساحات القتال، لكنها تحوّلت إلى مثالٍ نادر على الشجاعة والرحمة في أحلك الظروف.
اللواء الفيفي، المعروف بمواقفه الوطنية وخبرته العسكرية الطويلة، كتب في تغريدته:
"هذا #حوثي كنيته (أبو جابر)... قُدمه مقطوعة. وجدت صورته في جوالي القديم. أنقذني من الموت بعد إرادة الله عز وجل مرتين."
وأوضح الفيفي أن المرة الأولى كانت حين بدأ السير عبر حقل ألغام فرديّة دون أن يدرك الخطر المحدق به، فكان أبو جابر هو من حذّره في اللحظة الحاسمة، مما حال دون كارثة محقّقة. أما المرة الثانية، فكانت حين كانت السيارة التي كان أحد ركابها على وشك المرور فوق لغم مضاد للعربات، فتدخل أبو جابر مرة أخرى وأنقذه من موتٍ محتّم.
وأضاف الفيفي بتأثرٍ بالغ: "قُتل قبل عدة سنوات... رحمة الله تغشاه."
ووجّه نداءً إنسانيًّا رقيقًا للمتابعين، قال فيه: "أتمنى إذا لم تدْعُ له بالرحمة أن لا تُسِئْ له."
الواقعة، التي تعود أحداثها إلى سنوات مضت من الصراع في مناطق التماس بين القوات السعودية ومسلحي جماعة الحوثي، تكشف عن بعدٍ إنساني نادر في زمن الحروب، حيث تعلو القيم الإنسانية فوق الانتماءات والخلافات. فرغم أن "أبو جابر" كان ينتمي إلى طرفٍ معادٍ، إلا أن غريزة الإنسانية دفعته لإنقاذ حياة خصمه، وهو ما دفع اللواء الفيفي إلى تذكّره اليوم بكل احترام وامتنان.
التغريدة لاقت تفاعلاً واسعًا بين المغرّدين، بين من عبّر عن دهشته من هذه اللفتة الإنسانية، ومن دعا لأبي جابر بالرحمة، ومن رأى فيها دعوة صامتة إلى التسامح ونبذ الكراهية حتى في أشد الظروف قسوة.