المشهد اليمني

تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.. ”الصاعقة” التي لا يجب تجاهلها

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 01:02 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
تمدد الأوعية الدموية في الدماغ: "الصاعقة" التي لا يجب تجاهلها
تمدد الأوعية الدموية في الدماغ: "الصاعقة" التي لا يجب تجاهلها

يُعتبر نزيف الدماغ الناتج عن انفجار تمدد الأوعية الدموية من أخطر الحالات الطبية الطارئة، وهو قد يُشابه في بدايته أعراض صداع عادي مثل الصداع النصفي أو صداع التوتر، مما يؤدي أحيانًا إلى تأخير خطير في التشخيص والعلاج، لذلك، فإن التوعية المبكرة حول هذه الحالة يمكن أن تنقذ الأرواح وتحمي من مضاعفات دائمة.

ما هو تمدد الأوعية الدموية في الدماغ؟

تمدد الأوعية الدموية هو انتفاخ يحدث في جدار أحد الأوعية الدموية في المخ، نتيجة ضعف موضعي مع تعرضه لضغط الدم المستمر، مما قد يؤدي إلى بروز هذا الجزء وضعفه بشكل متزايد. وغالبًا ما تبقى هذه الانتفاخات صغيرة وغير مؤذية، إلا أنه عند انفجارها يسبب ذلك نزيفًا دماغيًا داخليًا مفاجئًا يُلحق أضرارًا شديدة بأنسجة الدماغ في دقائق معدودة.

كيف تعرف أعراض تمدد الأوعية الدموية في المخ؟

أبرز علامات تمدد الأوعية الدموية تشمل:

  • صداع مفاجئ وقوي للغاية، يوصف غالبًا بأنه "الأسوأ على الإطلاق" أو صداع صاعق.

  • الغثيان والقيء.

  • تدلي الجفون أو عدم وضوح الرؤية/الرؤية المزدوجة.

  • تصلب الرقبة.

  • النوبات والدوار وفقدان الوعي المفاجئ.

في بعض الحالات، قد يحدث تسرب صغير قبل التمزق الكامل، يسبب صداعًا قد يُخطئ الأطباء والمريض في اعتباره صداعًا عاديًا.

لماذا التوعية مهمة جدًا؟

تشير الدراسات إلى أن نصف المصابين بتمدد الأوعية الدموية المتمزق قد يموتون خلال 24 ساعة من الإصابة، ويعاني الناجون كثيرًا من مضاعفات مزمنة مثل:

  • الشلل.

  • مشاكل في الكلام والذاكرة.

  • تلف دماغي دائم يؤثر على جودة الحياة.

الأشخاص بين 30 و60 عامًا، وخصوصًا النساء، هم الأكثر عرضة لهذه الحالة. كما تزيد عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه، والتدخين، وتعاطي المخدرات والكحول، والتاريخ العائلي من احتمالية الإصابة.

عوامل الخطر وكيفية الوقاية

لا يمكن التحكم في بعض العوامل مثل العمر أو الجينات، لكن يمكن تقليل المخاطر عبر:

  • اتباع نمط حياة صحي.

  • الإقلاع عن التدخين وتعاطي المخدرات.

  • الحفاظ على ضغط دم طبيعي.

  • المتابعة الطبية الدورية خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة.

التشخيص الحديث والعلاج المتطور

يمكن الكشف عن تمدد الأوعية الدموية قبل انفجارها باستخدام تقنيات تصوير متقدمة مثل:

  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

  • تصوير الأوعية الدموية الدماغية.

أما العلاج، فقد تطور من الجراحة المفتوحة التي كانت تنطوي على مخاطر عالية، إلى العلاج داخل الأوعية الدموية، حيث يتم إدخال أدوات طبية عبر الأوعية الدموية نفسها لعلاج المنطقة المتضررة، وهو إجراء أقل تدخلًا وأكثر أمانًا.

تمدد الأوعية الدموية في الدماغ حالة طارئة تحتاج إلى وعي عالي للتعرف على أعراضها المبكرة والتوجه الفوري للمساعدة الطبية. الوقاية والتشخيص المبكر، بالإضافة إلى العلاجات الحديثة، كلها عوامل حاسمة للحد من المضاعفات والوفيات المرتبطة بهذه الحالة.