الانتقالي يترنح .. تغريدات جديدة لهاني البيض تنسف سردية ”دولة الجنوب” وآخر ما قاله أفقد أنصار عيدروس صوابهم!

أثار الكاتب السياسي هاني البيض، نجل الرئيس الأسبق علي سالم البيض، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بعد سلسلة منشورات نشرها عبر حسابه في منصة "إكس"، تناول فيها رؤيته لمستقبل اليمن السياسي، ودعا إلى إعادة النظر في صيغة الأقاليم بما يتناسب مع التحولات العميقة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.
وفي منشور لافت، رصده "المشهد اليمني"، اعتبر البيض أن خيار الأقاليم شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا ووسطًا هو الأنسب لواقع اليمن اليوم، لكنه شدد على أن نجاح هذا الخيار مرهون بوجود مشروع وطني متكامل يرسّخ الشراكة ويضمن العدالة، وينهي الإقصاء، ويحقق تطلعات المواطنين في بناء دولة مدنية عادلة وقوية. وأشار إلى أن عدد الأقاليم وشكلها لا يجب أن يكون جامدًا، بل قابل للتعديل وفق المستجدات السياسية والاجتماعية.
البيض ختم منشوره بتحية رمزية لكل الصيغ السياسية الممكنة، من الفيدرالية والكونفدرالية إلى الوحدة، مؤكدًا أن أي صيغة يجب أن تكون نابعة من وعي شعبي لا من فرض أو إلحاق.
وفي منشور آخر، سلط البيض الضوء على الإقليم الشرقي الذي يضم محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى، واصفًا إياه بـ"الرقم الصعب" في أي تسوية سياسية، ومفتاح المعادلة الاقتصادية في اليمن. وأكد أن هذا الإقليم يمثل نقطة الاتزان الوحيدة في زمن التشظي، ويُعد مرتكزًا لما تبقى من مشروع الدولة، وركيزة أساسية لاستعادة السيادة والاستقرار.
وتابع البيض حديثه عن الإقليم الشرقي بتحية وصفها بـ"الشرقية المعطرة برائحة اللبان وصوت الموج وثبات الجبال"، مشددًا على أن هذا الإقليم لا تُشترى مواقفه ولا تُفرض عليه الوصاية، وأنه صمت طويلًا، لكنه حين يتكلم يعيد ترتيب الطاولة السياسية.
تصريحات البيض أثارت استياءً واسعًا في أوساط المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه عيدروس الزبيدي، والذي يطالب بانفصال جنوب اليمن وضم المحافظات الشرقية إلى ما يُطلق عليه "دولة الجنوب"، حيث اعتُبرت تغريداته خروجًا عن الخطاب الانفصالي التقليدي، وتأكيدًا على خصوصية حضرموت ومحافظات شرق اليمن، التاريخية والسياسية.
وفي منشورات سابقة، أشار البيض إلى أن حضرموت لم تكن يومًا جزءًا من كيان الجنوب العربي، معتبرًا أن هذا الربط التاريخي غير دقيق ويستند إلى مفاهيم استعمارية نشأت في خمسينيات القرن الماضي. وأوضح أن مصطلح "الجنوب العربي" هو تسمية سياسية أنشأتها بريطانيا لتجميع مشيخات عدن في اتحاد فيدرالي عام 1959، دون إشراك سلطنتي القعيطي والكثيري في حضرموت، اللتين ظلتا خارج هذا الاتحاد وصُنفتا ضمن المحميات الشرقية.
وأكد البيض أن حضرموت كانت كيانًا سياسيًا واقتصاديًا شبه مستقل، وتمتعت ببنية اجتماعية وثقافية متميزة، ولم تُعرف شعبيًا أو رسميًا بانتمائها إلى كيان الجنوب العربي، مشيرًا إلى أن سلطنتي حضرموت رفضتا الانضمام إلى الاتحاد البريطاني وسعتا إلى تشكيل اتحاد خاص بالمحميات الشرقية، وهو ما لم يُستكمل بسبب انسحاب بريطانيا والتطورات السياسية اللاحقة.
واختتم البيض منشوره بالتأكيد على أن حضرموت حافظت على استقلاليتها حتى آخر لحظة من الوجود البريطاني، داعيًا إلى تصحيح المفاهيم التاريخية المتداولة بشأن هذه المسألة، بما يضمن احترام خصوصية الإقليم وهويته السياسية والثقافية.