تفاصيل الساعات الحاسمة.. توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشرم الشيخ والمرحلة الأولى تبدأ خلال 24 ساعة

تتجه الأنظار اليوم الخميس إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث من المقرر أن يشهد الخميس توقيع المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، في خطوة توصف بأنها الأكثر أهمية منذ اندلاع الحرب.
شرم الشيخ على موعد مع حدث تاريخي
ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن مراسم التوقيع ستُجرى عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت القاهرة، بحضور وفود رسمية من الجانبين وممثلين عن الوسطاء الدوليين، وفي مقدمتهم مصر وقطر والولايات المتحدة.
جدول زمني دقيق للمرحلة الأولى من الاتفاق
ذكرت التقارير الإسرائيلية أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيًا من مناطق محددة في قطاع غزة.
وأوضح الإعلام العبري أن رئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر سيعود بعد التوقيع مباشرة إلى تل أبيب لحضور اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، وذلك لعرض تفاصيل الاتفاق تمهيدًا للتصديق عليه رسميًا في اجتماع يُعقد في الرابعة عصرًا بتوقيت إسرائيل.
وتشير المعلومات إلى أن خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق، سيبدأ الجيش الإسرائيلي في الانسحاب من مناطق تُعرف بالخط الأصفر، الممتدة من خانيونس جنوب القطاع حتى بيت لاهيا شمالًا، تمهيدًا لبدء المرحلة التالية التي تركز على التبادل الإنساني وإعادة الإعمار الجزئي.
تبادل الأسرى.. خطوة تمهد للتهدئة الشاملة
الفقرة الأكثر حساسية في الاتفاق – بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية – تتعلق بملف تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، إذ ينص على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء دفعة واحدة خلال 72 ساعة من التوقيع، دون أي مراسم رسمية أو احتفالات إعلامية.
وفي المقابل، تفرج إسرائيل عن نحو 2000 أسير فلسطيني، من بينهم 250 أسيرًا من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات، إضافة إلى عدد من الأسرى من قطاع غزة، كما سيتم تسليم جثامين القتلى الإسرائيليين تدريجيًا خلال المرحلة التالية، وفق آلية إشراف دولي لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
وساطة مصرية وجهود دولية لإنهاء الحرب
أشاد مراقبون سياسيون بالدور المصري المحوري في تحقيق هذا الاختراق السياسي الكبير، بعد شهور من المفاوضات المعقدة بين الأطراف المتحاربة.
وتؤكد التقارير أن القاهرة لعبت دور الوسيط النزيه منذ بداية الحرب، وساهمت في تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل، إلى جانب جهود قطر وتركيا والولايات المتحدة.
ويُنتظر أن يشكل هذا الاتفاق نقطة تحول حقيقية نحو إنهاء الحرب على غزة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة الإعمار في القطاع المنهك.
قراءة في المشهد القادم
مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، تفتح صفحة جديدة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عنوانها “الهدوء مقابل الأمل”، ويأمل ملايين الفلسطينيين أن يكون هذا الاتفاق بداية نهاية لسنوات الحرب والمعاناة، وأن يلتزم الطرفان بتنفيذ بنوده دون مماطلة، وسط متابعة حثيثة من الدول الضامنة.