المشهد اليمني

ليس تبغًا عاديًا... ”الحوت” تُدخل عشرات الطلاب اليمنيين إلى العناية المركزة

الجمعة 10 أكتوبر 2025 08:06 مـ 18 ربيع آخر 1447 هـ
شمة الحوت
شمة الحوت

في ظل تصاعد مقلق لظاهرة تعاطي المخدرات بين فئة الشباب، كشفت مصادر طبية يمنية عن تزايد حالات التسمم والمضاعفات الصحية الخطيرة بين طلاب المدارس والجامعات جراء تعاطيهم لـ"شمة الحوت الهندية"، مخدر مهرب يُروّج له بشكل واسع في الأوساط الطلابية تحت مسميات مضلّلة.

وبحسب المصادر الطبية في عدد من المستشفيات الرئيسية، فقد تم تسجيل حالات حرجة لطلاب تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا، أُدخلوا إلى أقسام الطوارئ بعد تعرضهم لأزمات صحية مفاجئة، من أبرزها الذبحة الصدرية الحادة، وتمزق شرايين القلب، وارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، بالإضافة إلى اضطرابات عصبية ونفسية حادة. ويعود سبب هذه المضاعفات إلى المكونات الكيميائية السامة التي تحتويها "شمة الحوت"، والتي تُصنّف من المواد المخدرة عالية الخطورة.

وأكد الأطباء أن "شمة الحوت الهندية" ليست مجرد منتج تبغ تقليدي، بل خليط كيميائي خطير يحتوي على نسب عالية من النيكوتين والكافور ومواد مخدرة أخرى، تُهرّب غالبًا عبر طرق غير شرعية من دول الجوار، وتُباع في الأسواق الشعبية والمقاهي بأسعار زهيدة، ما يجعلها في متناول الطلاب ذوي الدخل المحدود.

وأشارت المصادر إلى أن غالبية الضحايا هم من طلاب المرحلة الثانوية والجامعية، الذين يقعون فريسة للإغراءات الاجتماعية أو يبحثون عن وسيلة للهروب من ضغوط الدراسة أو الواقع المعيشي الصعب، دون إدراك للمخاطر المدمرة التي ينطوي عليها هذا المنتج.

وفي سياق متصل، حذّرت وزارة الصحة اليمنية – في بيانٍ لم يُعلن رسميًا بعد – من انتشار هذه الظاهرة، داعية الجهات الأمنية إلى تشديد الرقابة على المنافذ البرية والبحرية لمنع تهريب هذه المواد، كما طالبت المؤسسات التعليمية بتفعيل برامج التوعية الوقائية، وإشراك الأسر في حماية أبنائهم من هذه السموم التي تهدد مستقبل جيل بأكمله.

ويُنظر إلى "شمة الحوت" اليوم كأحد أخطر أنواع المخدرات المنتشرة في اليمن، ليس فقط لتأثيرها الصحي المدمّر، بل أيضًا لسهولة تداولها وتسويقها بين الفئات العمرية الحساسة، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الدولة والمجتمع المدني لوقف هذا التدهور المخيف في صحة الشباب ومستقبلهم.