مشاجرة طلابية تتحول إلى مواجهة بالحجارة في صبر بلحج.. وأهالي يحذّرون من انهيار منظومة القيم

شهدت منطقة صبر بمحافظة لحج، يوم أمس الجمعة، مشاجرة عنيفة بين طلاب مدارس تطورت إلى تراشق بالحجارة في الخط العام أمام عمارة مبروك الشعيبي، ما أدى إلى حالة من الفوضى والهلع بين المارة والسكان، وسط انتقادات واسعة من الأهالي لغياب الرقابة التربوية والتعليمية.
وبحسب شهود عيان، فإن الحادثة بدأت بخلاف بسيط بين مجموعة من الطلاب، سرعان ما تصاعدت حدّته وتحولت إلى اشتباك جماعي استخدم فيه الطرفان الحجارة كوسيلة للهجوم والدفاع، في مشهد وصفه السكان بأنه "غير مسبوق" في مجتمع يُفترض أن يُربّي أبناءه على الاحترام والتحلّي بالأخلاق.
وأوضح أحد السكان أن المواجهة وقعت في وضح النهار وعلى مرأى من الجميع، دون أن تتدخل أي جهة مختصة لاحتواء الموقف، لا من قبل إدارة المدارس ولا من قبل المعلمين أو حتى أولياء الأمور، ما سمح بتفاقم الأزمة وتحولها إلى ما يشبه "معركة شوارع" في قلب المنطقة الحيوية.
وأعرب أهالي صبر عن غضبهم واستيائهم الشديد من تصرفات الطلاب، محملين الجهات التعليمية المسؤولية الكبرى عن تدهور السلوك الطلابي، ومشيرين إلى أن غياب الرقابة اليومية، وضعف التواصل بين المدارس والأسر، وانعدام البرامج التوعوية، كلها عوامل ساهمت في وصول بعض الطلاب إلى هذا المستوى من التمرد والعنف.
وقال أحد أولياء الأمور: "ما شهدناه بالأمس ليس مجرد شجار طلابي عابر، بل مؤشر خطير على انهيار منظومة التربية والقيم التي يجب أن تُغرس في نفوس الأبناء منذ الصغر"، مضيفًا: "هذا المشهد يُعدّ عارًا على العملية التعليمية برمتها، ويهدد مستقبل جيل بأكمله إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة".
ودعا الأهالي وزارة التربية والتعليم، ومكتبها في محافظة لحج، إلى فتح تحقيق عاجل في الحادثة، ومحاسبة المتسببين، واتخاذ خطوات فورية لإعادة ضبط السلوك الطلابي، من خلال تعزيز دور المرشد التربوي، وتفعيل برامج التوعية الأخلاقية، وتشديد الرقابة على الطلاب خارج أسوار المدارس، خاصة في الأوقات التي تشهد تجمّعاتهم.
كما طالبوا بضرورة عقد اجتماع عاجل بين إدارات المدارس وأولياء الأمور لبحث سبل التعاون في مواجهة الظواهر السلوكية الخطيرة التي باتت تهدد السلم المجتمعي، مؤكدين أن "السكوت عن مثل هذه التصرفات يعني التساهل مع تفكيك النسيج الأخلاقي للمجتمع".
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجهات التعليمية المختصة حول الحادثة، في وقت يترقب فيه السكان خطوات عملية تُترجم إلى واقع ملموس يُعيد للشارع هدوءه، وللطلاب وعيهم وسلوكهم الحضاري.