دراسة أمريكية تكشف علاقة انحياز الانتباه بالقلق لدى الفتيات المراهقات

أجرى فريق من علماء النفس في جامعة كنساس الأمريكية دراسة موسعة استمرت ثلاث سنوات، شاركت فيها 90 فتاة مراهقة، بهدف فهم أسباب الإصابة بالقلق وكيفية ارتباطها بـ "انحياز الانتباه، استخدم الباحثون خلال الدراسة نظارات تتبع حركة العين القابلة للارتداء، لتسجيل ردود فعل الفتيات تجاه ملاحظات إيجابية وسلبية أثناء إلقاء خطابات أمام مقيمين.
تجربة خطابات أمام مقيمين: كيف أثرت الملاحظات السلبية على القلق؟
طلب الباحثون من المشاركات إلقاء خطاب أمام اثنين من المقيمين، حيث كان أحدهما يعبر عن تعابير إيجابية وتشجيعية، في حين كان الآخر يحتفظ بتعبير وجه محايد أو يتصرف بحركات قد تشير إلى عدم الرضا. وأظهرت النتائج أن الفتيات اللواتي تجنبن النظر إلى الملاحظات السلبية خلال الخطاب أبلغن عن مستويات قلق أعلى بعد ثلاث سنوات، بغض النظر عن مستوى القلق الأساسي لديهن عند بداية الدراسة.
ما هو "انحياز الانتباه" وتأثيره على القلق؟
تشرح كريستي ألين، الأستاذة المشاركة في علم نفس الطفل السريري بجامعة كنساس، أن انحياز الانتباه هو الميل إلى توجيه تركيز الفرد نحو بعض المحفزات في البيئة، خاصة تلك التي تبدو مهددة أو سلبية. بينما يُظهر البالغون الذين يركزون على الإشارات السلبية مستويات قلق أعلى، كشفت الدراسة أن المراهقات اللواتي يتجنبن هذه المؤشرات السلبية في الواقع يعانين من زيادة أكبر في أعراض القلق مع مرور الوقت. هذا يشير إلى أن الطريقة التي يتعامل بها المراهقون مع التهديدات الاجتماعية تختلف عن البالغين، وربما تكون أكثر حساسية للتأثيرات الاجتماعية.
تفاصيل البحث وطبيعة المهمة
ركزت الدراسة على مهمة "انتباه" حقيقية، حيث طلب من الفتيات إعداد خطاب مدته دقيقتان تحت ضغط زمني محدود، لمحاكاة موقف اجتماعي مرهق. خلال الخطاب، استُخدمت نظارات تتبع العين لمراقبة أين يوجهن انتباههن، سواء تجاه الملاحظات الإيجابية أو السلبية المحتملة من المحكمين. هذه الطريقة توفر رؤية أدق لكيفية معالجة المراهقات للمواقف الاجتماعية والتهديدات المحتملة مقارنة بالدراسات السابقة التي تعتمد على الصور الثابتة فقط.
دور الأمهات في تأثير انحياز الانتباه لدى المراهقات
أوضحت الباحثة أن الدراسة شملت أيضاً مراقبة الأمهات أثناء حضورهن مع بناتهن أثناء إلقاء الخطاب. ارتدت الأمهات نظارات تتبع حركة العين أيضاً، لقياس مدى انتباههن للتهديدات المحتملة، وكيف يمكن أن تؤثر ردود أفعال الأمهات على ضغط الفتيات المراهقات. وأشارت إلى أن الأمهات اللواتي يكنّ أكثر يقظة تجاه التهديدات قد يزيدن من توتر بناتهن، خاصة إذا حاولن السيطرة على المهمة بدلاً من دعم استقلالية الفتيات.
ماذا تعني نتائج الدراسة؟
تكشف هذه الدراسة عن تعقيدات انحياز الانتباه لدى المراهقين، وتأثيرها العميق على الصحة النفسية، خاصة القلق، كما تبرز أهمية فهم الفروق بين استجابة الشباب والمراهقين مقارنة بالبالغين تجاه المؤثرات الاجتماعية السلبية، مما يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات علاجية وتربوية موجهة بدقة لهذه الفئة العمرية.