المشهد اليمني

ماريا كورينا ماتشادو تحصد جائزة نوبل للسلام 2025 رغم إقصائها السياسي في فنزويلا.. فمن هي؟

السبت 11 أكتوبر 2025 01:40 مـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
ماريا كورينا ماتشادو
ماريا كورينا ماتشادو

أعربت ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية، عن صدمتها بعد إعلان لجنة نوبل النرويجية فوزها بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديرًا لجهودها في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية لشعبها ومطالبتها بانتقال سلمي من الحكم الاستبدادي إلى الديمقراطية، وقالت ماتشادو في أول تعليق لها: "أنا مذهولة.. لم أكن أتوقع هذا أبداً".

وأكدت لجنة الجائزة أن تتويجها يأتي "تكريمًا للمدافعين الشجعان عن الحرية الذين يواجهون الأنظمة المستبدة دون خوف"، مشيرة إلى أن مسيرتها السياسية تمثل نموذجًا للمقاومة السلمية ضد الدكتاتورية.

مسيرة سياسية طويلة وتاريخ من المعارضة

وُلدت ماريا كورينا ماتشادو في العاصمة كراكاس عام 1967، ودرست الهندسة الصناعية في جامعة "أندرياس بيو" قبل حصولها على ماجستير في المالية من معهد الإدارة العليا في كراكاس، بدأت نشاطها السياسي عام 2002 عندما أسست منظمة لمراقبة الانتخابات، ثم أصبحت نائبة في البرلمان بين عامي 2011 و2014.

خاضت تجربة الترشح للرئاسة عام 2012 لكنها خسرت في الانتخابات التمهيدية، كما لعبت دورًا بارزًا في احتجاجات عام 2014 التي واجهت نظام الرئيس نيكولاس مادورو، لتصبح أحد أبرز رموز المعارضة في البلاد.

إقصاء سياسي ونفي قسري

في عام 2024 أصدرت المحكمة العليا في فنزويلا قرارًا يقضي بمنع ماريا كورينا ماتشادو من الترشح لأي منصب سياسي لمدة 15 عامًا، ما دفعها إلى كتابة رسالة في صحيفة "وول ستريت جورنال" أكدت فيها دخولها مرحلة "الاختفاء القسري" خوفًا على حياتها بعد التضييق على فريقها واعتقال معظم مستشاريها.

رغم ذلك، واصلت ماتشادو نشاطها السياسي والإعلامي عبر الخارج، مركزة على "ضرورة إنهاء الدكتاتورية وإعادة بناء الدولة الفنزويلية على أسس ديمقراطية عادلة".

ترشيح مدعوم أمريكيًا

تلقت ماتشادو دعمًا قويًا من مؤسسات أمريكية مثل مؤسسة إنسبيرا أميركا، إضافة إلى مشرعين من ولاية فلوريدا الذين رشحوها رسميًا لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2024، مشيرين إلى "قيادتها الشجاعة ونكران الذات في سبيل الحرية"، كما أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقًا بمواقفها، ووصفها بأنها "صوت الشعب الفنزويلي في وجه القمع".

تحالفات مثيرة للجدل مع إسرائيل

أثار فوز ماريا كورينا ماتشادو ردود فعل واسعة بعد الكشف عن دعمها لإعادة العلاقات بين فنزويلا وإسرائيل، إذ سبق أن وقّع حزبها "فينتي فنزويلا" اتفاق تعاون مع حزب "الليكود" الإسرائيلي عام 2020، وترى ماتشادو أن هذا التقارب "ضرورة إستراتيجية في مواجهة النفوذ الإيراني".

ورغم الانتقادات التي طالت توجهاتها، ترى مؤيديها أن الجائزة تمثل اعترافًا عالميًا بنضالها السلمي في بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات السياسية والاقتصادية في أمريكا اللاتينية.