الجدل يشتعل في الصين بعد الإعلان عن تطوير ”أم روبوتية” قادرة على الحمل والولادة

أثار الإعلان عن مشروع لتطوير روبوت قادر على الحمل والولادة موجة من الجدل الحاد على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، حيث انقسم المستخدمون بين من يرى هذا الإنجاز العلمي فتحًا جديدًا في عالم الطب والتكنولوجيا، وبين من يعتبره تطورًا "غير إنساني" ومثيرًا لمخاوف أخلاقية خطيرة.
وفي وقت تسعى فيه بعض الدول لمواجهة معدلات الإنجاب المتدنية، يرى مؤيدو الفكرة أنها قد تمثل بديلًا تقنيًا لتجنيب النساء مشقة الحمل والولادة، بينما يرى آخرون أن فصل الطفل عن الأم جسديًا وعاطفيًا منذ اللحظة الأولى قد تكون له آثار نفسية عميقة على المدى الطويل.
"حرمان الجنين من الحنان الأمومي".. اتهامات قاسية ضد التقنية
عبّر كثير من مستخدمي الإنترنت عن رفضهم للفكرة، مشيرين إلى أن الجنين بحاجة لتجربة "الحمل الطبيعي" للتطور العاطفي السليم. وكتب أحد المعلقين:
"ما نفع الحياة إن كانت تبدأ في حضن بلا قلب؟"
كما طُرحت تساؤلات حول مصدر البويضات التي ستُستخدم في هذه العملية، وأُثيرت مخاوف بشأن استغلال النساء أو المتاجرة بجسد الأنثى في سبيل تنفيذ هذا النوع من التجارب.
مؤيدو الروبوت: "فرصة للأسر التي تعاني من العقم"
في المقابل، أبدى فريق من المتابعين دعمهم الكامل للمشروع، مشيرين إلى أن التقنية قد تمثل أملًا جديدًا للعائلات العقيمة، خاصة أولئك الذين فشلوا مرارًا في إجراء التلقيح الصناعي. وكتب أحدهم:
"كثير من النساء يعانين من الحمل والمضاعفات الصحية. هذا المشروع قد ينقذ أرواحًا فعلًا."
وتستند التجارب الحالية إلى ابتكارات سابقة، مثل الرحم الاصطناعي الذي استخدمه علماء فيلادلفيا لإبقاء أجنة الحملان على قيد الحياة داخل "كيس بيولوجي"، مزود بسائل أمنيوني ومغذيات دموية.
رفض نسوي قديم: هل يؤدي الرحم الاصطناعي إلى "نهاية المرأة"؟
الجدل الأخلاقي ليس جديدًا، فقد عارضت النسويات منذ السبعينيات هذه الأفكار بشدة. وقالت الكاتبة والناشطة أندريا دوركين:
"إذا أصبح الحمل ممكنًا دون النساء... فهل سيرغب الرجال في الاحتفاظ بنا؟"
وفي دراسة منشورة عام 2022، كتب باحثون في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا:
"الرحم الاصطناعي قد يُغيّر نظرتنا للحمل... من تجربة تمكينية إلى مجرد عملية طبية يمكن الاستغناء عنها."
الجيل الجديد أكثر انفتاحًا: 42% يدعمون الحمل خارج الجسم
في استطلاع رأي أُجري مؤخرًا، أظهر 42% من الأشخاص بين 18 و24 عامًا استعدادهم لتقبل فكرة "نمو الجنين بالكامل خارج جسم المرأة"، في مؤشر على تغير النظرة المجتمعية نحو أدوار الأمومة مع تطور التكنولوجيا.
التكنولوجيا تتقدّم... لكن الأسئلة الأخلاقية باقية
مع تسارع خطوات الابتكار، يبدو أن حدود الخيال العلمي بدأت تلامس الواقع، غير أن الأسئلة المتعلقة بـ"الكرامة الإنسانية" و"القيم الأسرية" و"حقوق الجنين" ستظل بحاجة لإجابات قبل أن تصبح الولادة الآلية واقعًا عالميًا مقبولًا.