المشهد اليمني

”ضباب الدماغ” عند النساء.. علامة مبكرة لانقطاع الطمث تبدأ في الثلاثين؟

الأحد 12 أكتوبر 2025 12:15 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
"ضباب الدماغ" عند النساء
"ضباب الدماغ" عند النساء

يُعتقد عادة أن انقطاع الطمث يحدث لدى النساء في أواخر الأربعينيات أو الخمسينيات، لكن أبحاثًا حديثة تشير إلى أن علامات هذه المرحلة قد تبدأ في الظهور مبكرًا لدى بعض النساء، حتى في سن الثلاثين.

فإن أبرز هذه الأعراض المبكرة هو ما يُعرف بـ ضباب الدماغ أو "الضباب العقلي"، وهي حالة تؤثر على التركيز، والذاكرة، والقدرة على التفكير بوضوح.

ما هو ضباب الدماغ؟ ولماذا يُعد مؤشراً مقلقاً؟

"ضباب الدماغ" ليس مرضًا بحد ذاته، بل مجموعة من الأعراض الإدراكية مثل:

  • صعوبة في التركيز

  • بطء في معالجة المعلومات

  • ضعف في الذاكرة قصيرة المدى

  • تشتت الانتباه

  • فقدان القدرة على التعبير الدقيق

تشبهه العديد من النساء بـ"محاولة تشغيل عقل مُتعب في طقس ضبابي"، أو "تحميل الأفكار ببطء مثل شبكة الإنترنت الضعيفة".

وتُظهر الدراسة أن متوسط عمر ظهور هذه الأعراض كان 37 عامًا، لكن بعض الحالات بدأت في سن 30، مما يؤكد ضرورة الوعي المبكر بالتغيرات الهرمونية وتأثيرها على الصحة الذهنية.

ما العلاقة بين ضباب الدماغ وانقطاع الطمث المبكر؟

يرتبط ضباب الدماغ غالبًا بـ انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، المسؤول عن:

  • تنظيم الدورة الشهرية

  • تحسين الحالة المزاجية

  • دعم وظائف الدماغ

ومع بدء انخفاض هذا الهرمون تدريجيًا قبل انقطاع الطمث، يضعف إنتاج الطاقة داخل الخلايا العصبية، وتضطرب المواد الكيميائية الدماغية مثل السيروتونين والدوبامين، ما يؤدي إلى تدهور التركيز، والذاكرة، والمزاج.

كما تؤثر أعراض أخرى مثل الأرق، الهبات الساخنة، التعرق الليلي، والتقلبات المزاجية سلبًا على قدرة الدماغ على العمل بكفاءة، وتزيد من الشعور الذهني بالضبابية والإرهاق العقلي.

كم تستمر أعراض ضباب الدماغ؟ وما تأثيرها على الحياة اليومية؟

ذكرت الدراسة أن أعراض ضباب الدماغ يمكن أن تستمر:

  • من 4 سنوات لدى بعض النساء

  • إلى أكثر من 20 عامًا في حالات أخرى

وقد أفادت نسبة كبيرة من النساء بأنهن واجهن:

  • تراجعًا في الأداء الوظيفي

  • انخفاض الإنتاجية

  • صعوبات في التواصل

  • شعور دائم بالتعب العقلي

تقول إحدى المشاركات في الدراسة:

"أشعر وكأن أفكاري تحتاج وقتًا أطول لتتشكل. أعاني في التعبير وأفقد تركيزي أثناء الاجتماعات".

كيف يمكن التخفيف من ضباب الدماغ؟ نصائح طبية وعملية:

رغم عدم وجود علاج دوائي مباشر لضباب الدماغ، إلا أن تعديلات نمط الحياة يمكن أن تحسن بشكل كبير من الأعراض:

1. تحسين النوم

  • النوم المنتظم 7–8 ساعات

  • تجنب الشاشات قبل النوم

  • تقليل الكافيين في المساء

2. تغذية متوازنة

  • الخضروات الورقية والفواكه الطازجة

  • البروتينات الصحية وأحماض أوميغا 3

  • الابتعاد عن السكريات المصنعة

3. النشاط البدني

  • المشي 30 دقيقة يوميًا

  • تمارين التنفس أو اليوغا

4. تقنيات تنظيمية

  • كتابة الملاحظات

  • استخدام تطبيقات التذكير

  • تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات بسيطة

5. فترات راحة قصيرة

  • تجديد التركيز كل ساعة

  • الابتعاد عن المهام المتكررة لفترة قصيرة

هل يوجد علاج طبي لضباب الدماغ الناتج عن انقطاع الطمث؟

يشير الأطباء إلى أن العلاج يبدأ بتقييم شامل للحالة الهرمونية. وتشمل الخيارات:

  • العلاج الهرموني التعويضي (HRT) لتعويض نقص الإستروجين

  • أدوية لتحسين النوم أو المزاج حسب الأعراض

  • مكملات غذائية مثل فيتامين D وB12 وأوميغا 3

لكن من الضروري استشارة الطبيب المختص قبل البدء بأي علاج، لأن الاستجابة تختلف من امرأة لأخرى، ويجب تحديد النوع المناسب بناءً على التاريخ الصحي لكل سيدة.

لا تتجاهلي ضباب الدماغ… فقد يكون مؤشرًا مبكرًا مهمًا

ضباب الدماغ قد لا يكون مجرد إرهاق أو تشتت عابر، بل علامة بيولوجية مبكرة لانخفاض الإستروجين واقتراب انقطاع الطمث. الوعي بهذه الحالة والتعامل معها بجدية يمكن أن يساعد في تحسين نوعية الحياة، والحفاظ على الأداء المهني والاجتماعي، وتجنب تفاقم الأعراض.